محبة، ورعاية القطيع والاستعداد للصليب، ولا سيما عدم الوقوع في تجربة التدخُّل في حياة الآخرين هذا ما تمحورت حوله عظة قداسة البابا فرنسيس في القداس الإلهي الذي ترأسه في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان والتي ترجم من خلالها إلى تصرفات ملموسة كلمة يسوع لبطرس “إتبعني” في الإنجيل الذي تقدّمه لنا الليتورجيّة اليوم من القديس يوحنا الذي يقدّم لنا حوار يسوع وبطرس عند بحيرة طبريا. لقاء مفعم بالذكريات لسمعان ابن يونا: منذ أن غيّر له الرب اسمه، مرورًا بلحظات الضعف وصولاً إلى صياح الديك. مسيرة ذهنيّة يريدها الرب لكل فرد منا لكي يتذكّر المسيرة التي قام بها معه.
توقّف الأب الأقدس في عظته عند الكلمات التي وجّهها يسوع لبطرس: “أحببني، إرع، واستعدّ”، أولاً الحب، القاعدة الأساسيّة لنكون تلاميذ حقيقيين لابن الله ومن ثم رعاية القطيع والاعتناء به لأنّ هذه هي هويّة الراعي الحقيقيّة، هويّة الأسقف والكاهن. “أحببني، إرع وأستعدّ”، أحببني أكثر من الآخرين، أحببني كما يمكنك ولكن أحببني. هذا ما يطلبه الرب من الرعاة ويطلبه منا أيضًا. أحببني؛ إنَّ الخطوة الأولى في الحوار مع الرب هي الحب!
وذكّر البابا في هذا السياق بوضوح أنَّ الذين يعانقون الرب هم موجّهون للاستشهاد وحمل الصليب وليسيروا إلى حيث لا يشاؤون. ولكن هذه هي البوصلة التي توجّه مسيرة الراعي. استعدَّ للمحن، استعدّ لترك كلّ شيء ولكي يأتي آخر ويقوم بأمور مختلفة. استعدّ لبذل الحياة هذا. سيحملونك على درب الإهانات وربما على درب الاستشهاد. وأولئك الذين كانوا يمجّدونك عندما كنت راعٍ ويتحدّثون عنك بالخير هم يستغيبونك الآن لأن الذي أخذ مكانك يبدو أفضل منك. استعدّ! استعدّ للصليب عندما سيمضون بك إلى حيث لا تشاء. “أحببني، إرع، واستعدّ”، هذه هي بوصلة الراعي.
تابع البابا فرنسيس مشيرًا إلى انَّ الجزء الأخير من إنجيل القديس يوحنا يجعلنا نفكّر حول تجربة منتشرة جدًّا: الرغبة في التدخُّل في حياة الآخرين وعدم الاكتفاء بالنظر إلى أمورنا الخاصة وقال إهتمّ بأمورك ولا تتدخّل في حياة الآخرين، إن الراعي يحب ويرعى ويستعدّ للصليب والتجرّد ولا يتدخّل في حياة الآخرين ولا يضيّع وقته في التحالفات. الراعي يحب ويرعى القطيع ويستعدّ ولا يقع في التجربة!
إذاعة الفاتيكان