استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في قاعة بولس السادس في الفاتيكان المشاركين في اللقاء الوطني للمسؤولين المعنيين في الأبرشيات بالمسيرة السينودسية الإيطالية يتقدّمهم الكاردينال ماتيو زوبي رئيس مجلس أساقفة إيطاليا. وسلط الأب الأقدس الضوء على أهمية الإصغاء ومواصلة السير يرشدهم الروح القدس.
وجه قداسة البابا فرنسيس كلمة للمناسبة رحّب فيها بجميع الحاضرين مشيرا إلى أن هذا اللقاء يُعقد في قلب مسيرة سينودسية تعيشها الكنيسة كلها، وفيها الكنائس المحلية حيث تشكلت “ورشات سينودسية” كخبرة إصغاء جميلة للروح القدس وحوار بين مختلف أصوات الجماعات المسيحية، لافتًا إلى أن ذلك قد أدى إلى مشاركة كثيرين، ولاسيما حول بعض المواضيع التي يعتبرونها أساسية وذات أولوية للحاضر والمستقبل. وتحدث الأب الأقدس في هذا الصدد عن خبرة روحية فريدة تستطيع أن تجعل من جماعاتهم الكنسية أكثر إرسالية واستعدادا للبشارة، وحث من ثم الجميع على أهمية أن يواصلوا السير على هذه الدرب بشجاعة وعزم، ولاسيما من خلال تثمين الإمكانات الموجودة في الرعايا وفي مختلف الجماعات المسيحية.
وتابع البابا فرنسيس كلمته داعيا بداية إلى مواصلة السير يرشدهم الروح القدس، ولافتًا إلى أن الحياة المسيحية هي مسيرة. وذكّر في الوقت نفسه بالمؤتمر الكنسي الذي عُقد في فلورنسا حيث تحدث الأب الأقدس عن التواضع والتجرد والطوبى كسمات ثلاث ينبغي أن تميز وجه الكنيسة، وجه جماعاتهم. ودعا من ثم إلى أن يكونوا كنيسة معا، لافتًا إلى أنها ضرورة ملحة نشعر بها اليوم بعد مضي ستين سنة على اختتام المجمع الفاتيكاني الثاني. وأضاف أن الكنيسة هي شعب الله المقدس والأمين، وفيه، وبفضل المعمودية التي نالها، أصبح كل عضو تلميذًا مرسلا. إن هذا اليقين، تابع البابا فرنسيس كلمته قائلا، ينبغي أن ينمي أكثر فأكثر على الدوام أسلوب مسؤولية كنسية مشتركة، لافتًا في الوقت نفسه إلى أن كل معمد مدعو إلى المشاركة بشكل فاعل في حياة الكنيسة ورسالتها. وشدد من ثم على أهمية أن نطلب من الروح القدس أن يجعلنا نفهم ونختبر كيف نمارس الخدمة في هذا الوقت، في الكنيسة.
وواصل البابا فرنسيس كلمته مسلطا الضوء على كنيسة منفتحة، لافتًا إلى أهمية تعزيز الرغبة في التعرف على الآخر في غنى مواهبه. وذكّر أيضا بأن على الكنيسة أن تُظهر قلب الله: قلب مفتوح للجميع ومن أجل الجميع. وتابع قائلا: علينا أن نسأل أنفسنا عن مدى إصغائنا حقا في جماعاتنا إلى أصوات الشباب والنساء والفقراء، ومَن جُرحوا في الحياة. وأشار أيضا إلى أن السينودس يدعونا لنكون كنيسة تسير بفرح وتواضع وابداع في زمننا، مدركين أننا جميعا ضعفاء ونحتاج إلى بعضنا البعض. السير، قال البابا فرنسيس، من خلال السعي إلى مضاعفة الفرح وعدم إطفاء النار التي يشعلها الروح القدس في قلوبنا.
هذا ودعا البابا الأب الأقدس إلى مواصلة المسيرة بثقة في عمل الروح القدس، إذ إنه رائد المسيرة السينودسية، فهو الذي يفتح الأفراد والجماعات على الإصغاء، ويجعل الحوار خصبا، وينير التمييز، ويوجّه الخيارات والقرارات. وهو الذي يخلق التناغم والشركة في الكنيسة. وهو الذي يرشدها إلى الحق كله، ويوحدها في الشركة والخدمة، ويقودها بمختلف المواهب، ويزيّنها بثماره.
وفي ختام كلمته إلى المشاركين في اللقاء الوطني للمسؤولين المعنيين في الأبرشيات بالمسيرة السينودسية الإيطالية، شكر قداسة البابا فرنسيس الجميع على العمل الذي يقومون به، وطلب منهم ألاّ ينسوا أن يصلّوا من أجله.