استقبل قداسة البابا فرنسيس في القصر الرسولي وفدا من مجموعة GVM (Gruppo Villa Maria) الإيطالية للرعاية والأبحاث المتعلقة بالوقاية والتشخيص والعلاج. وحيا الأب الاقدس الجميع من أطباء وممرضين وعاملين ومسؤولين، كما وشكر رئيس المجموعة على كلمته التي عرّف فيها بعمل هذه المجموعة وأهدافها، وحيا قداسة البابا بالتالي أعضاء الوفد على الدينامية التي جعلت هذه الحركة توسع نشاطها إلى خارج إيطاليا أيضا وذلك في خدمة الحياة البشرية التي أصابها المرض. وشجع الأب الأقدس الجميع على مواصلة تكريس الذات لعملهم راجيا أن تكون مراكزهم، والتي هي أماكن معاناة ولكن أيضا رجاء وخبرات إنسانية وروحية، أن تكون مميزة بشكل أكبر دائما بالتضامن والاهتمام بالأشخاص المرضى.
انتقل البابا فرنسيس بعد ذلك للحديث عن التطورات التكنولوجية والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتي غيرت النسيج الذي تقوم عليه المستشفيات والمؤسسات الصحية، ما يستدعي ثقافة جديدة وخاصة فيما يتعلق بالتكوين التقني والأخلاقي للعاملين في هذا القطاع على كافة المستويات. وأكد قداسة البابا في هذا السياق أهمية ما قامت به مجوعة GVM حتى الآن للرد على احتياجات المرضى وعائلاتهم الذين يضطرون أحيانا إلى التوجه إلى مراكز متخصصة بعيدة عن أماكن إقامتهم. وتابع قداسته أن العمل على توسيع رقعة نشاط المجموعة، من خلال تأسيس منشآت جديدة وتعزيز البنى التحتية، يعكس الرغبة في توفير المعدات والمساعدة الضرورية للمرضى خلال تلقي العلاج ومن أجل شفائهم.
أكد الأب الأقدس بعد ذلك أن أماكن العلاج يحب أن تكون بشكل أكبر دائما دور استقبال وتعزية يجد فيها المريض الصداقة والفهم والعطف والمحبة، يجب أن يجد الأشخاص هنا الإنسانية، فالمريض ليس رقما بل هو شخص يحتاج إلى الإنسانية، ويجب بالتالي تحفيز تعاون الجميع للرد على احتياجات المرضى بروح خدمة وسخاء واهتمام. ولبلوغ هذه الأهداف، واصل قداسة البابا، من الضروري ألا تمتصنا الأنظمة المهتمة فقط بالجانب الاقتصادي المالي، بل يجب تفعيل أسلوب قرب من الأشخاص للتمكن من مساعدتهم بدفء إنساني في مواجهة القلق الذي يتملكهم خلال أصعب فترات المرض، وهكذا يتم الإسهام في أنسنة الطب والمستشفيات والمراكز الطبية. وأراد قداسة البابا التشديد هنا على كلمة القرب وعلى ضرورة ألا ننساها، وأضاف أن هذا هو الأسلوب الذي استخدمه الله كي يخلصنا، وأن القرب هو جوهر الإنسانية والمسيحية.
تحدث البابا فرنسيس بعد ذلك عن المؤمنين المسيحيين العاملين في هذا القطاع فقال إنهم مدعوون إلى القيام بخدمتهم انطلاقا من كلمات يسوع “كُلَّما صَنعتُم شَيئاً مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه” (متى 25، 40). فهنا يوجد الأساس الإنجيلي لخدمة القريب، قال البابا، وهكذا يصبح المرضى والمتألمون بالنسبة للمؤمن علامات حية لحضور المسيح ابن الله الذي جاء ليشفي متحملا ضعفنا، وهكذا تصبح العناية بالأخ المعاني توفير فسحة للرب. وواصل الأب الأقدس متحدثا عن رسالة لحياة الجميع تنطلق من أماكن الرعاية والألم، وعن درس كبير لا يمكن أن يقدمه أي مكان آخر. فالشخص المتألم يفهم بشكل أكبر حاجة وقيمة العطية الإلهية، عطية الفداء والإيمان، ويساعد مَن هم حوله على تثمين هذه العطية والبحث عنها.
وفي ختام كلمته إلى أعضاء وفد مجموعة GVM (Gruppo Villa Maria) الإيطالية للرعاية والأبحاث المتعلقة بالوقاية والتشخيص والعلاج الذي استقبل أعضاءه قبل ظهر اليوم في القصر الرسولي أكد البابا فرنسيس قربه من المرضى الذين ترعاهم مجموعة GVM، واتحاده مع هؤلاء المرضى في انتظار الشفاء، وأيضا مشاركتهم المعاناة التي يرجو أن تنتهي سريعا وأن يعود كل منهم إلى بيته وعائلته. وتضرع الأب الأقدس طالبا لهم عطايا الصبر والثقة إلى جانب قوة التحمل كي يعوا مشيئة الله واثقين في صلاحه الأبوي وعنايته. ثم جدد قداسة البابا فرنسيس تقديره للخدمة التي يقدمها العاملون في المجموعة للمرضى. أوكل البابا عمل ضيوفه إلى شفاعة مريم العذراء ثم باركهم سائلا إياهم ألا ينسوا أن يصلّوا من أجه.
اخبار الفاتيكان