تلا قداسة البابا فرنسيس صلاة التبشير الملائكي ظهر الأحد مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها: لقد احتفلنا أمس بعيد جميع القديسين واليوم تدعونا الليتورجية لنتذكّر الموتى المؤمنين. هذان الاحتفالان مرتبطان ارتباطًا وثيقًا في ما بينهما تمامًا كما يجد الفرح والدموع في يسوع المسيح موجزًا يشكّل أساسًا لإيماننا ورجائنا. في الواقع، إن الكنيسة التي تحج في التاريخ تفرح، من جهة، بشفاعة القديسين والطوباويين الذين يدعمونها في رسالتها في إعلان الإنجيل، وهي، من جهة أخرى، كيسوع المسيح تقاسم حزن من يتألم بسبب فقدان أشخاص أعزاء، وعلى مثاله وبفضله تردد صدى الشكر للآب الذي حررنا من سلطان الخطيئة والموت.
تابع الحبر الأعظم يقول: لقد أظهر لنا يسوع نفسه أن موت الجسد هو كالرقاد الذي سيوقظنا منه هو بنفسه. وبهذا الإيمان نقف إزاء مدافن أعزائنا والأشخاص الذين أحبّونا وصنعوا لنا الخير. ولكننا مدعوّون اليوم أيضًا لتذكُّر أولئك الذين لا يذكُرهم أحد: ضحايا الحروب والعنف؛ “صغار” العالم الذين يسحقهم الجوع والبؤس. لنتذكّر إخوتنا وأخواتنا الذين قُتلوا لكونهم مسيحيين والذين بذلوا حياتهم في سبيل خدمة الآخرين.
أضاف الأب الأقدس يقول: يحثنا تقليد الكنيسة على الدوام للصلاة من أجل الموتى ولاسيما أن نحتفل بالافخارستيا على نيّتهم: إنها أفضل مساعدة روحيّة يمكننا أن نقدمها لنفوسهم. فالصلاة من أجل راحة الموتى تجد أساسها في شركة الجسد السريّ، كما يؤكد المجمع الفاتيكاني الثاني: “أمَّا وقد إعترفت الكنيسةُ الحاجة على الأرض اعترافاً قوياً بهذه الشركة الموجودة داخل جسد المسيح السري كله، فقد شجّعت بتقوى زائدة ذكر الموتى وذلك منذ العصور المسيحية الأولى” (دستور عقائدي في الكنيسة، عدد 50).
وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول: إن ذكر الموتى والاهتمام بالمدافن والصلاة من أجل راحتهم هما شهادات رجاء متجذّرة باليقين بأن الموت لا يملك الكلمة الأخيرة وبأن هناك حياة أبدية في انتظارنا وتجد جذورها وتمامها في الله. وأضاف يقول: بهذا الإيمان نتوجّه إلى العذراء التي عاشت عند أقدام الصليب مأساة موت المسيح وشاركت بعدها بفرح قيامته، فلتساعدنا هي باب السماء، لنفهم على الدوام قيمة الصلاة من أجل راحة الموتى ولتعضدنا في مسيرة حجنا اليوميّة على الأرض وتساعدنا لكي لا نفقد أبدًا هدف حياتنا النهائي أي السماء!.
عن أبونا