“وأشار بأنّه علينا إعلان الإنجيل بفرح ويحذّر من ألاّ نصبح ذئابًا بين الذئاب.
استوحى البابا من المعترفين ميتوديوس وكيرلّس هويّة المسيحي: “كيف نكون رسلاً للمسيح؟” وعلّق على القراءة الأولى وهي الرسالة لأعمال الرسل مشددًا بأنّ المسيحي هو “مرسَل”. وشرح الصفة الأولى التي تميّز الهوية المسيحية: “الرب يرسل تلاميذه سائلاً إياهم أن يمضوا إلى الأمام وهذا يعني أنّ المسيحي هو رسول للمسيح السائر بيننا، الذي يمشي دائمًا نحو الأمام. وكما يقول الرب: “إذهبوا في الأرض كلها وأعلنوا البشارة إلى الخلق أجمعين” كذلك على الرسول المسيحي أن يذهب نحو الأمام وأن يتخطى كل الصعوبات التي تعترضه في الطريق”.
ثم أضاف البابا: “إنّ الصفة الثانية للمحافظة على الهوية المسيحية هي أن يبقى المسيحي حملاً. على الحمل أن يحافظ على هويته. إنّ الرب أرسلنا كالحملان بين الذئاب. لربما سيألني أحدكم: “ولكن هذا صعب إنّ هذه الذئاب هي ذكية وأنا أيضًا باستطاعتي أن أكون مثلهم، أليس كذلك؟” أن نكون حملان لا يعني أن نكون أغبياء بل علينا التسلّح بالذكاء المسيحي وإلاّ ستقوم الذئاب بأكل الحملان نيئين”.
وتابع البابا بالصفة الثالثة التي تميّز الهوية المسيحية وهي الفرح: “المسيحيون هم أناس أُصيبوا بالجنون لأنهم يعرفون المسيح ويحملونه بفرح. لا يمكنكم أن تسيروا نحو الأمام من دون الفرح أو أن تبشّروا بالإنجيل من دون الفرح. لا يمكنكم أن تكون حملان من دون وجود للفرح حتى في الصعاب وأمام المشاكل والأخطاء. يصعب تخيّل رسول حزين. أنظروا إلى مريم المجدلية التي أصيبت بالحزن ما إن رأت القبر فارغًا ولكن سرعان ما فرحت كثيرًا ما إن التقت يسوع القائم من بين الأموات. لا تقفوا عند القبر الفارغ. لا يمكن أن نعيش المسيحية من دون المسيح. أعلنوا الإنجيل بفرح”.
ثمّ أكّد البابا من جديد في نهاية العظة أنّ الكنيسة تدعونا لنفكّر اليوم في هويتنا المسيحية لمناسبة عيد القديسين متوديس وكيرلّس. “إنّ المسيحي لا يقف أبدًا بل يسير دائمًا إلى الأمام متخطيًا الصعوبات بفرح مثل الحمل. لنطلب من الرب بشفاعة القديسين الأخوين ميتوديوس وكيرلّس شفيعي أوروبا بأن يمنحنا نعمة العيش كمسيحيين يسيرون مثل الحملان بفرح”.
زينيت