في ختام القداس الإلهي الذي ترأسه البابا فرنسيس احتفالا بعيد القديسة مريم أم الله، ولمناسبة اليوم العالمي الثامن والأربعين للسلام تحت عنوان “لا عبيد بعد الآن بل إخوة”. تلا الأب الأقدس صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس، وقبل الصلاة ألقى الحبر الأعظم كلمة قال فيها: في هذا اليوم الأول من السنة تدعونا الكنيسة لنحدق بنظرة الإيمان والمحبة إلى أم يسوع. بها، امرأة الناصرة المتواضعة “الكلمة صار جسدًا وحلّ بيننا” (يوحنا 1، 14). لذلك لا يمكننا أن نفصل التأمل بيسوع، كلمة الحياة الذي صار مرئيًّا وملموسًا، عن التأمّل بمريم التي أعطته محبتها وجسدها البشريّ.
تابع البابا فرنسيس يقول نصغي اليوم إلى كلمات القديس بولس: “أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة” (غلاطية 4، 4) ويضيف “مولودًا في حكم الشريعة” (غلاطية 4، 4). بهذه العبارة يشدد على أن المسيح قد أخذ الحالة البشرية وحرّرها من انغلاق الذهنيّة المُقيّدة بالشريعة. فالشريعة في الواقع في انعدام النعمة تصبح حملاً ثقيلاً وتؤذينا بدلاً من أن تفيدنا. هذا هو الهدف إذًا الذي من أجله يرسل الله ابنه إلى الأرض ليصير إنسانًا: التحرير لا بل الولادة الجديدة. التحرير “فِيَفتَدِيَ الَّذينَ هم في حُكْمِ الشَّريعة” وهذا الافتداء قد تم بموت المسيح على الصليب، ولكن وخصوصًا للولادة الجديدة “فننال التبنّي”. باتحادهم به يصبح البشر حقًا أبناء الله، وهذا العبور الرائع يتم فينا بواسطة المعموديّة التي تُطعّمنا كأعضاء حيّة في المسيح وتدخلنا في كنيسته.
أضاف الحبر الأعظم يقول في بداية عام جديد سيساعدنا جدًا أن نتذكّر يوم عمادنا ونكتشف مجدّدًا الهدية التي نلناها في هذا السرّ الذي خلقنا لحياة جديدة: الحياة الإلهية. وذلك من خلال الأم الكنيسة التي تتبع مثال الأم مريم. بفضل العماد دخلنا في شركة مع الله ولم نعد عرضة للشرّ والخطيئة بل ننال المحبة والحنان والرحمة من الآب السماوي.
إن قرب الله من حياتنا يمنحنا السلام الحقيقي، الهبة الإلهية التي نريد أن نبتهلها اليوم بشكل خاص، في اليوم العالمي للسلام. “لا عبيد بعد الآن بل إخوة” هذه هي رسالة هذا اليوم، رسالة تطالنا جميعًا وجميعنا مدعوون لمحاربة جميع أشكال العبودية وبناء الأخوّة. جميعنا كل بحسب مسؤوليته.
وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول: إلى مريم، أم الله وأمنا، نقدم نوايانا الحسنة ونسألها أن تغمرنا جميع أيام السنة بحمايتها الوالدية: “يا والدة الله القديسة لا تغفلي عن طلباتنا عند احتياجنا إليك لكن نجينا من جميع المخاطر أيتها العذراء المجيدة المباركة”.
زينيت