تلا قداسة البابا فرنسيس صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين احتشدوا في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة استهلّها بالقول يتمحور إنجيل اليوم حول الأيام الأخيرة لحياة يسوع في أورشليم، أيام مفعمة بالانتظارات وإنما بالتوترات أيضًا. من جهة يوجّه يسوع انتقادات قاسية للكتبة والفرّيسيين ومن جهة أخرى يترك تعليمات مهمّة لمسيحي كل زمن وبالتالي لنا نحن أيضًا.
تابع الأب الأقدس يقول يسوع للجموع: “إنَّ الكَتَبَةَ وَالفِرّيسِيّينَ عَلى كُرسِيِّ موسى جالِسون. فَافعَلوا ما يَقولونَ لَكُم وَاحفَظوه”، هذا الأمر يعني أنّهم يملكون السلطة ليعلِّموا ما يتطابق مع شريعة الله؛ ولكنّه يضيف قائلاً: “وَلَكِن لا تَفعَلوا مِثلَ أَفعالَهُم، لأَنَّهُم يَقولونَ وَلا يَفعَلون”. أيها الإخوة والأخوات، هناك نقص مألوف في جميع الذين يشغرون مناصب سلطة، أكانت مدنيّة أو كنسيّة، وهو أنّهم يطلبون أمورًا من الآخرين، صالحة بحدِّ ذاتها، ولكنّهم لا يفعلونها، ولذلك يقول يسوع: “يَحزِمونَ أَحمالاً ثَقيلَةً وَيُلقونَها عَلى أَكتافِ النّاس، وَلَكِنَّهُم يَأبَونَ تَحريكَها بِطَرَفِ الإِصبَع”. يشكّل هذا الموقف ممارسة سيّئة للسلطة التي يجب أن تجد قوّتها في المثال الصالح. تولد السلطة من المثال الصالح لتساعد الآخرين على ممارسة ما هو واجب وحق، وتعضدهم في المحن التي يواجهونها على درب الخير. السلطة هي مساعدة، ولكن إن تمّت ممارستها بشكل خاطئ تصبح استبداديّة فلا تسمح بنموّ الأشخاص وتخلق جوا من عدم الثقة والعداوة، وتقود إلى الفساد.
أضاف الحبر الأعظم يقول يدين يسوع بشكل واضح بعض تصرفات الكتبة والفرّيسيين السلبية ويقول: “يُحِبّونَ المَقعَدَ الأَوَّلَ في المَآدِب، وَصُدورَ المَجالِسِ في المَجامِع. وَتَلَقِّيَ التَّحِيّاتِ في السّاحات”، إنها تجربة تنسجم مع الكبرياء البشري الذي لا يسهل التغلّب عليه دائمًا.
بعدها، تابع البابا فرنسيس يقول، يعطي يسوع التعليمات لتلاميذه: “أَمّا أَنتُم فَلا تَدَعوا أَحَدًا يَدعوكُم “رابي”، لأنَّ لَكُم مُعَلِّمًا واحِدًا وَأَنتُم جَميعًا إِخوَة… وَلا تَدَعوا أَحَدًا يَدعوكُم مُرشِدًا، لأنَّ لَكُم مُرشِدًا واحِدًا وَهُوَ المَسيح. وَليَكُن أَكبَرُكُم خادِمًا لَكُم”. نحن تلاميذ يسوع لا يجب أن نبحث عن ألقاب الشرف والسلطة أو التسلُّط لأنّه ينبغي أن يسود فيما بيننا موقف أخوّة. جميعنا وإخوة ولا يجب أن نستبدَّ بالآخرين بأي شكل من الأشكال. وإن نلنا ميزات معيّنة من الآب السماوي علينا أن نضعها في خدمة الإخوة لا أن نستفيد منها لاكتفائنا الذاتي ومصالحنا الشخصيّة. لا يجب أن نعتبر أنفسنا أعظم وأفضل من الآخرين؛ لأنَّ التواضع جوهريّ من أجل حياة تتطابق مع تعليم يسوع الوديع والمتواضع القلب.
وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول لتساعدنا العذراء مريم بشفاعتها الوالديّة كي نبتعد عن الكبرياء والغرور فنكون طائعين للمحبة التي تأتي من الله من أجل خدمة إخوتنا وفرحهم الذي سيكون فرحنا أيضًا. وبعد الصلاة حيا الأب الأقدس المؤمنين وقال أمس في إندور في الهند تمَّ تطويب الأخت ريجينا ماريا فاتاتيل راهبة من راهبات الكلاريس الفرنسيسكانيات، قُتلت بسبب إيمانها المسيحي عام 1995. إنَّ الأخت فاتاتيل قد شهِدت للمسيح بواسطة المحبة والوداعة وتنضمُّ إلى الجوق الكبير لشهداء زمننا. لتكن تضحيتها بذرة إيمان وسلام لاسيما في الهند.
إذاعة الفاتيكان
الوسوم :البابا فرنسيس: جميعنا وإخوة ولا يجب أن نستبدَّ بالآخرين