استقبل قداسة البابا فرنسيس في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في المجمع العام لرهبانيّة “Missionari e Missionarie della Consolata” وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال أنتم مدعوون لتعميق موهبتكم لتنطلقوا بدفع متجدّد في عمل البشارة في إطار الحاجات الراعويّة وأشكال الفقر الجديدة.
تابع الأب الأقدس يقول لا تتعبوا أبدًا من حمل التعزية للسكان الذين غالبًا ما يعيشون فقرًا مدقعًا وآلامًا قاسية كما على سبيل المثال في مناطق عديدة من أفريقيا وأمريكا اللاتينية. اسمحوا للواقع الذي تعيشون فيه أن يُسائلكم واسعوا لتقدِّموا بالأساليب المناسبة الشهادة للمحبّة التي أفاضها الروح القدس في قلوبكم. إن تاريخ معاهدكم – كما في كل عائلة – المجبول بالأفراح والآلام والأنوار والظلمات، قد طُبع وخُصِّب خلال هذه السنوات الأخيرة بصليب المسيح. كيف يمكننا ألا نذكر هنا إخوتكم وأخواتكم الذين أحبّوا إنجيل المحبّة أكثر من أنفسهم وتوّجوا خدمتهم الرسوليّة بتضحية الحياة؟ ليُنِر خيارهم الإنجيلي التزامكم الرسولي وليكن علامة تشجيع للجميع كي تتابعوا بسخاء متجدّد رسالتكم المهمّة في الكنيسة.
أضاف الحبر الأعظم يقول لكي تحملوا قدمًا هذه الرسالة الصعبة ينبغي عليكم أن تعيشوا الشركة مع الله مدركين على الدوام أننا موضوع رحمة الرب. إنه لمهمّ جدًّا أن نتيقن لمدى محبّة الله لنا. سيساعدنا أن نأخذ بعين الاعتبار هذه الأولويّة لمحبّة الله المجانيّة والرحيمة ونشعر بالالتزام والمجهود كجواب لها. نحن بحاجة لنكتشف على الدوام محبّة الرب ورحمته لننمي علاقة حميمة مع الله. في هذا المنظار يمكن للحياة الرهبانيّة أن تصبح مسيرة اكتشاف تدريجيٍّ للرحمة الإلهيّة تسهِّل التشبّه بفضائل المسيح ومواقفه المفعمة بالبشريّة لتشهدوا لها بعدها لجميع الذين تقتربون منهم في خدمتكم الراعويّة. اجمعوا أيضًا بفرح حوافز التجدّد والالتزام التي تأتي من العلاقة الحقيقيّة مع الرب يسوع الحاضر والعامل في الرسالة من خلال الروح القدس.
وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول على مثال مؤسسكم الطوباوي لا تتعبوا أبدًا من أن تطبعوا دفعًا جديدًا للروح الإرسالي؛ فحماسكم الرسولي هو الذي سيعضد الجماعات المسيحيّة الموكلة إليكم. أيها الإخوة والأخوات الأعزاء تابعوا مسيرتكم برجاء. يمكن لتكرّسكم الرسولي أن يكون على الدوام مصدر لقاء محي ومقدِّس مع يسوع ومحبّته، مصدر كل تعزية وسلام وخلاص لجميع البشر.
اذاعة الفاتيكان