“تتطلب حساسية العالم اليوم أن تُعاد للنساء الكرامة والقيمة الجوهرية التي وهبهنَّ الخالق إياهما” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في رسالة الفيديو التي وجّهها إلى المشاركين في المؤتمر الدولي بين الجامعات حول النساء ملفانات الكنيسة وشفيعات أوروبا
بمناسبة انعقاد في المؤتمر الدولي بين الجامعات حول النساء ملافنة الكنيسة وشفيعات أوروبا وجّه قداسة البابا فرنسيس رسالة فيديو إلى المشاركين قال فيها أحيي من صميم القلب المنظمين والمشاركين في المؤتمر الدولي بين الجامعات الذي يُعقد للاحتفال بالذكرى السنوية لإعلان القديسة تيريزيا ليسوع والقديسة كاترين السيانية والقديسة تيريزيا الطفل يسوع والقديسة هيلديغارد دي بينغِن ملفانات للكنيسة. والذين أرادوا أن يضموا أيضًا إلى هذه الشخصيات، القديستين بريدجيتا وتيريزا بينيديتا للصليب اللتين أعلنهما القديس يوحنا بولس الثاني، مع القديسة كاترين السيانية شفيعات لأوروبا.
تابع البابا فرنسيس يقول تكتسب العقيدة البارزة لهذه القديسات، التي تم إعلانهنَّ ملفانات للكنيسة أو شفيعات لها، أهمية جديدة في هذه الأوقات لاستمراريّتها وعمقها وأهميتها، وتقدّم في الظروف الحالية، النور والرجاء لعالمنا المجزأ وغير المنسجم. حتى لو كُنَّ ينتمينَ إلى أزمنة وأماكن مختلفة وقُمنَ بمهام مختلفة، لكنّهنَّ يُشاركنَ جميعًا شهادة حياة مقدسة. إذ أطعنَ الروح القدس، بفضل نعمة المعمودية، اتبعنَ مسيرتهنَّ في الإيمان، تُحركهنَّ لا الأيديولوجيات المتحوِّلة، وإنما تمسكهنَّ الثابت بـ “بشريّة المسيح” التي طبعت أعمالهنَّ. لقد شعرنَ أيضًا في بعض الأحيان بأنهنَ “نساء صغيرات” غير قادرات ومحدودات، كما قالت القديسة تيريزيا ليسوع، إزاء مشروع تجاوزهن. لكن من أين كُنَّ يستمدَّنَّ القوة لينفِّذنَه إن لم يكن من محبة الله التي كانت تملأ قلوبهنَّ؟ على مثال القديسة تريزيا الطفل يسوع تمكَّنَّ من تحقيق دعوتهنَّ بشكل كامل، “طريقهنَّ الصغير”، مشروع حياتهنَّ. مسيرة في متناول الجميع، وهي مسيرة القداسة.
أضاف الأب الأقدس يقول تتطلب حساسية العالم اليوم أن تُعاد للنساء الكرامة والقيمة الجوهرية التي وهبهنَّ الخالق إياهما. وبالتالي يسلط مثال حياة هذه القديسات الضوء على بعض العناصر التي تكوّن تلك الأنوثة الضرورية جدًا للكنيسة والعالم: شجاعتهنَّ لمواجهة الصعوبات، وقدرتهنَّ على الواقعية، واستعدادهنَّ الطبيعي ليكُنَّ سباقات إلى ما هو أكثر جمالاً وإنسانيّة، بحسب مخطط الله، ولرؤية بعيدة النظر للعالم وللتاريخ – نبويّة- جعلتهنَّ زارعات رجاء وبنّاءات للمستقبل.
تابع الحبر الأعظم يقول لقد كان تفانيهنَّ في خدمة البشرية مصحوبًا بمحبة كبيرة للكنيسة و”المسيح اللطيف على الأرض”، كما كانت تحب القديسة كاترين السيانيّة أن تسمّي الحبر الأعظم. لقد كُنَّ يشعُرنَ بالمسؤولية المشتركة في معالجة خطايا وبؤس زمانهنَّ، وقد ساهمنَ في رسالة البشارة في انسجام تام وشركة كنسيّة.
وختم البابا فرنسيس رسالة الفيديو التي وجّهها إلى المشاركين في المؤتمر الدولي بين الجامعات حول النساء ملفانات الكنيسة وشفيعات أوروبا بالقول لتكُن ثمار لقائكم حافزًا لتعزيز “القداسة الأنثوية” التي تُخصِّب الكنيسة والعالم. بهذه الأمنيات، أوكلكم إلى شفاعة العذراء مريم، أمِّ الكنيسة، وأبارككِم من قلبي، وأسألكم من فضلكم – أن تتذكروا – ألا تتوقفوا أبدًا عن الصلاة من أجلي.