ترك البابا فرنسيس تغريدة تويترية من على حساب “بونتيفيكس” تزامنا مع بداية أعمال مؤتمر الأمم المتحدة حول مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي، محذرا من مغبة ضمان السلام من خلال توازنات الرعب.
في التغريدة التي نُشرت بعشر لغات عاد البابا ليؤكد أن استخدام السلاح النووي وحيازته هما مسألة لا أخلاقية، وأكد أن السعي إلى ضمان السلام والاستقرار من خلال شعور مزيف بالأمن وعن طريق توازنات الرعب يولد حتماً علاقات مسمومة بين الشعوب، ويعيق الحوار الأصيل. وعاد فرنسيس من خلال التغريدة ليعبر عن موقف الكنيسة الكاثوليكية بشأن الأسلحة النووية، وهي مسألة تطرق إليها في أكثر من مناسبة.وقد وُجهت التغريدة إلى المشاركين في مؤتمر الأمم المتحدة حول معاهدة منع الانتشار النووي، الذي بدأ أعماله في نيويورك ويستمر لغاية السادس والعشرين من آب أغسطس الجاري ويشارك فيه ممثلون عن مائة وتسعين دولة حول العالم. على مدى أربعة أسابيع سيتباحث المؤتمرون في السبل الكفيلة بتعزيز المعاهدة المذكورة والتي تشكل منذ أكثر من خمسين عاماً ركيزة للجهود المبذولة من أجل منع انتشار الأسلحة الذرية في العالم، وتبقى المعاهدة المنظِّمة للنشاطات النووية المدنية والعسكرية. تصون المعاهدة الحق المشروع في الطاقة النووية، لكنها في الوقت نفسه تمنع انتشار هذا النوع من الأسلحة، وتسمح بحيازتها من قبل خمس دول فقط هي الصين، فرنسا، المملكة المتحدة، روسيا والولايات المتحدة.ليست المرة الأولى إذا التي يتطرق فيها البابا فرنسيس إلى هذا الموضوع، ففي رسالة بعث بها إلى السفير ألكسندر كمنت، رئيس الاجتماع الأول للدول الأعضاء في معاهدة حظر الأسلحة النووية، والذي عُقد في حزيران يونيو الماضي، تحدث الحبر الأعظم عن الرغبة في عالم خال من الأسلحة النووية، التي هي “مسؤولية مكلفة وخطيرة”. وأكد فرنسيس في تلك المناسبة أيضا أن مجرد حيازة السلاح النووي مسألة غير أخلاقية. وعاد مرة جديدة – وباسم الكرسي الرسولي – ليشدد على ضرورة نزع الأسلحة النووية، واصفا هذا الأمر بـ”الهدف الملزم والبعيد النظر”، خصوصا في وقت تجد فيه الإنسانية نفسها أمام مفترق طرق، وسلط الضوء أيضا على ضرورة احترام الاتفاقات الدولية، مشيرا إلى أنها ليست شكلا من الضعف إنما هي مصدر للقوة.لمناسبة افتتاح أعمال المؤتمر أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الصحفي الإيطالي بيترو باتاكّي المعني بالقضايا الدفاعية، الذي لفت إلى أن قوة معاهدة منع الانتشار النووي تكمن في أن النسبة الأكبر من دول العالم انضمت إليها، بما في ذلك الدول الخمس النووية المذكورة آنفا، مشيرا إلى أنه من بين الدول التي لم تنضم إليها أربع لديها أسلحة نووية وهي الهند، باكستان، إسرائيل وكوريا الشمالية.في سياق حديثه عن المؤتمر الذي بدأ أعماله في القصر الزجاجي بنيويورك، قال باتاكي إن اللقاء تم إرجاؤه لسنتين بسبب الجائحة، وهو يُعقد اليوم خلال مرحلة حرجة على صعيد العلاقات الدولية، والمطبوعة بالحرب الدائرة في أوكرانيا. وأوضح أن العزو الروسي لأوكرانيا، في شباط فبراير الماضي، يمكن أن يحمل بعض الدول على إعادة النظر في قرار التخلي عن السلاح النووي. وختم مشيرا إلى أنه لن يكون من السهل أن يحصل توافق بين الدول المائة والتعسين بشأن تبني وثيقة ختامية تضع خطة العمل للسنوات الخمس المقبلة. |