“من يُطلَب منه في الكنيسة أن يدير الأسرار عليه أن يفسح المجال أمام نعمة الله وألاّ يضع عراقيل البيروقراطية في الطريق”. هذه كانت أهم النقاط التي ركّز عليها البابا في عظته يوم الخميس من دار القديسة مارتا.
أشار البابا إلى ثلاثة أشياء ضرورية لتبشير فعّال وهي الانقياد والحوار مع الناس والثقة بنعمة الله التي هي أهمّ من البيروقراطية. أولاً ركّز على فيليبس الرسول كمثال على الانقياد. “إنّ فيليبس يطيع، لقد انصاع وقبِل الدعوة من الرب. بالطبع، ترك وراءه الكثير من الأشياء التي أراد أن يقوم بها لأنّ الرسل في ذلك الوقت كانوا منشغلين جدًا في التبشير. لقد ترك كل شيء وانطلق. وهذا يُفهِمنا أننا من دون هذا الانصياع لصوت الله، لا يمكن لأحد أن يبشّر أو أن يخبر عن يسوع المسيح… إنّ الرب هو من يدعونا، إنّ الرب هو من بدأ الحوار مع فيليبس على الطريق وفيليبس تبعه وكان مطيعًا”.
النقطة الثانية التي ركّز عليها البابا هي الحوار الذي استخدمه فيليبس من أجل إعلان البشرى للحبشي: “لا يمكنك أن تبشّر من دون الحوار. هذا مستحيل. عليك أن تبدأ من حيث يأتي هذا الشخص الذي تبشّره. وهذا مهم جدًا. ستقولون لي: ولكن يا أبتِ، نحن نهدر وقتًا كثيرًا لأنّ كلّ شخص له قصته الخاصة، إنه يأتي مع أفكاره الخاصة… ويُهدَر الوقت. كم من الوقت أمضى الله عندما خلق العالم ورأى أنّ ذلك حسنًا. الحوار. أمضِ الوقت مع هذا الشخص الذي يريدك الله أن تبشّره وهذا أهم أكثر بكثير من إخباره عن يسوع…
ثمّ تابع البابا مع قصة فيليبس وأخبر أنّ هذا الأخير عمّد الحبشي وهذا ما جعله بين يديّ الرب: “لنفكّر بهذه الأوقات الثلاثة من التبشير: الانقياد للتبشير: أن نقوم بما يطلبه الله منا، ثانيًا، الحوار مع الناس – إنما في خلال الحوار، نبدأ من حيث أتى هؤلاء الناس – وثالثا، الثقة بالنعمة: النعمة هي أهم من البيروقراطية: “ماذا يمنع ذلك؟ تذكّروا هذا. غالبًا ما نكون نحن أولاد الكنيسة عقبة أمام الناس فلا يصلوا إلى حال النعمة. لنسأل الله أن يفهمنا ذلك”.
زينيت