تلا قداسة البابا فرنسيس صلاة “افرحي يا ملكة السماء” مع وفود من المؤمنين احتشدوا في ساحة القديس بطرس، وتوقف في كلمته عند إنجيل اليوم (راجع يوحنا 20، 19 – 31).
أشار البابا فرنسيس في كلمته قبل صلاة “افرحي يا ملكة السماء” إلى أن إنجيل اليوم يحدثنا عن ترائي يسوع لتلاميذه في العلية حاملاً ثلاث عطايا هي السلام والفرح والرسالة. الكلمات الأولى التي يقولها هي “السَّلامُ عليكم!” (يوحنا 20، 21). وأضاف البابا فرنسيس أن القائم من الموت يحمل السلام الحقيقي لأنه بتضحيته على الصليب حقق المصالحة بين الله والبشرية وانتصر على الخطيئة والموت. وأشار إلى أن تلاميذه كانوا أول من في حاجة لهذا السلام، لأنه بعد اعتقال المعلم والحُكم عليه بالموت، كانوا في ضياع وخوف. وتابع البابا فرنسيس أن يسوع حضر في وسطهم وإذ أراهم جراحاته في الجسد الممجد، أعطى السلام كثمرة انتصاره. وأشار من ثم في كلمته إلى أنه في ذاك المساء، لم يكن توما الرسول موجودا، وعندما أعلمه الرسل الآخرون لم يصدّق شهادتهم، وأراد التأكد بنفسه من حقيقة ما قالوه. وتابع البابا فرنسيس أنه بعد ثمانية أيام، أي مثل اليوم، تكرر الظهور، ودعا يسوع توما لكي يلمس جراحاته. إنها تشكل مصدر السلام لأنها علامة المحبة العظيمة ليسوع الذي انتصر على الخطيئة والموت. وأضاف البابا فرنسيس يقول من جراحات يسوع تنبع الرحمة.
أشار البابا فرنسيس من ثم في كلمته قبل صلاة “افرحي يا ملكة السماء” إلى أن العطية الثانية التي يحملها يسوع القائم من الموت إلى التلاميذ هي الفرح، وذكّر بما جاء في إنجيل اليوم “فَفَرِحَ التَّلاميذُ لمُشَاهَدَتِهم الرَّب”(يوحنا 20، 20)، وتابع قائلا إضافة إلى السلام والفرح، حمل يسوع إلى التلاميذ أيضًا عطية الرسالة وقال لهم “كما أرسَلَني الآب أُرسلُكم أنا أيضًا” (يوحنا 20، 21). إن قيامة يسوع هي بداية ديناميكية جديدة للمحبة، قادرة على تحويل العالم بحضور الروح القدس. وفي ختام كلمته قال البابا فرنسيس إننا مدعوون في هذا الأحد الثاني للفصح، لكي نقترب بإيمان من المسيح فاتحين قلوبنا للسلام والفرح والرسالة، وأضاف لا ينبغي أن ننسى جراحات يسوع، فمنها ينبع السلام والفرح والقوة للرسالة.
بعد تلاوة صلاة “افرحي يا ملكة السماء”، وجه البابا فرنسيس كلمة أشار فيها إلى تطويب شهداء الإيمان المطران انريكي أنخيل أنجيليلي، والراهب الفرنسيسكاني كارلوس دي ديوس مورياس، والكاهن غابريال لونغفيل، ومعلم التعليم المسيحي فينشيسلاو بيديرنيرا، وذلك في لاريوخا بالأرجنتين يوم أمس السبت، وقال ليساعد مثلهم بشكل خاص من يعملون من أجل مجتمع أكثر عدلا وتضامنا. كما دعا البابا فرنسيس إلى الاتحاد معه في الصلاة من أجل اللاجئين الموجودين في مراكز الاحتجاز في ليبيا، مشيرا إلى الوضع الذي يزداد خطورة بسبب النزاع الدائر. وأضاف أنه يوجّه نداء كي يتم وبشكل خاص إجلاء النساء والأطفال والمرضى بأسرع ما يمكن من خلال ممرات إنسانية. وتابع الأب الأقدس كلمته قائلا لنرفع الصلاة أيضًا من أجل من فقدوا حياتهم أو تعرضوا لأضرار كبيرة بسبب الفيضانات في جنوب أفريقيا، داعيًا إلى التضامن مع هؤلاء الإخوة. وفي كلمته أيضًا بعد صلاة “افرحي يا ملكة السماء” ظهر اليوم الأحد، وجّه البابا فرنسيس أطيب التمنيات إلى الإخوة والأخوات في الكنائس الشرقية التي، وبحسب التقويم اليولياني، تحتفل اليوم بعيد الفصح، وقال: ليهبهم الرب القائم من الموت الفرح والسلام.
اخبار الفاتيكان