“الرجاء هو الكلمة التي أريد أن أتركها لكلِّ فردٍ منكم، كعطيّة تتقاسمونها وكبذرة خصبة” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في ختام القداس الإلهي الذي ترأسه في ختام زيارته الرسوليّة إلى جنوب السودان
في ختام الذبيحة الإلهية التي ترأسها في ضريح جون قرنق ألقى البابا فرنسيس كلمة قال فيها أحيي رئيس الجمهورية وجميع السلطات المدنية والدينية الحاضرة. لقد وصلت الآن إلى نهاية هذا الحج بينكم وأرغب في أن أعبِّر عن امتناني على الاستقبال الذي لقيته وعلى العمل الذي تمَّ القيام به للتحضير لهذه الزيارة.
تابع البابا فرنسيس يقول أنا ممتن لكم جميعًا، أيها الإخوة والأخوات، الذين جئتم إلى هنا بأعداد كبيرة من مناطق مختلفة، والعديد منكم قد قطعوا مسافات طويلة! بالإضافة إلى المودة التي أظهرتموها لي، أشكركم على إيمانكم وعلى صبركم وعلى كل الخير الذي تقومون به وعلى الجهود التي تعرفون كيف تقدمونها لله بدون أن تثبط عزيمتكم، عارفين كيف تمضون قدمًا. توجد في جنوب السودان كنيسة شجاعة مرتبطة بكنيسة السودان، كما ذكّرنا رئيس الأساقفة، الذي ذكر شخصية القديسة جوزفين بخيتة: امرأة عظيمة حوّلت، بنعمة الله، الألم الذي عاشته إلى رجاء. كتب بندكتس السادس عشر “إنَّ الرجاء الذي وُلد من أجلها و”افتداها” لم يكن بإمكانها أن تحتفظ به لنفسها؛ وإنما كان يجب لهذا الرجاء أن يبلغ الكثيرين، وأن يصل إلى الجميع”. الرجاء هو الكلمة التي أريد أن أتركها لكلِّ فردٍ منكم، كعطيّة تتقاسمونها وكبذرة خصبة. وكما تذكرنا شخصية القديسة جوزفين، إنَّ الرجاء، هنا بشكل خاص، هو علامة النساء وأريد أن أشكر وأبارك بشكل خاص جميع نساء البلد.
أضاف الأب الأقدس يقول أريد أن أربط كلمة الرجاء بكلمة أخرى، كلمة هذه الأيام: السلام. مع أخوي جوستين وإيان، اللذين أشكرهما بصدق، أتينا إلى هنا وسنواصل مواكبة خطواتكم، وسنفعل كل ما في وسعنا لكي تكون خطوات سلام وخطوات نحو السلام. أريد أن أوكل مسيرة المصالحة والسلام إلى امرأة أخرى، إنها أمنا الحنونة مريم، ملكة السلام. لقد رافقتنا بحضورها المحبِّ والصامت. إليها، التي نرفع لها صلاتنا الآن، نوكل قضيّة السلام في جنوب السودان وفي القارة الأفريقية بأكملها. إلى العذراء مريم نوكل أيضًا السلام في العالم ولا سيما في العديد من البلدان التي تعيش في حالة حرب، مثل أوكرانيا المعذّبة.
وخلص البابا فرنسيس إلى القول أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، أعود إلى روما وأنا أحملكم في قلبي بشكل أكبر. أكرر: أنتم في قلبي، وأنتم في قلوبنا، أنتم في قلوب المسيحيين في جميع أنحاء العالم! لا تفقدوا الرجاء أبدًا. ولا تفوتوا فرصة بناء السلام. ليقيم فيكم الرجاء والسلام، ليقيم الرجاء والسلام في جنوب السودان!