في إطار زيارته الرسوليّة إلى تايلاند ترأس قداسة البابا فرنسيس القداس الإلهي مع الشباب في كاتدرائية سيّدة الانتقال في بانكوك وللمناسبة ألقى الأب الأقدس عظة قال فيها لنسر إلى لقاء الرب الذي يأتي! يدعونا الإنجيل الذي سمعناه لكي ننطلق وننظر إلى المستقبل لكي نلتقي بأجمل شيء يريد أن يقدّمه لنا: مجيء المسيح النهائي في حياتنا وفي عالمنا. لنرحّب به في وسطنا بفرح كبير ومحبة، وقبل أن نذهب للبحث عنه لنعرف أن الرب يبحث عنا ويأتي للقائنا ويدعونا لننطلق من حاجة تاريخ علينا أن نخلقه. لنسر قدمًا بفرح لأننا نعرف بأنه هناك ينتظرنا.
تابع الأب الأقدس يقول إن الرب يعرف أنّه من خلالكم أنتم الشباب يدخل المستقبل إلى هذه الأرض وفي العالم، وهو يعتمد عليكم لكي تسيروا اليوم قدمًا برسالته. وكما كان لديه مخططًا للشعب المختار، هكذا يملك الله أيضًا مخطّطًا لكلِّ واحد منكم. إنه أول من يحلم بدعوتنا جميعًا إلى مائدة علينا أن نُعدَّها معًا، كجماعة: مائدة ملكوته الذي لا يستثني أحدًا.
أضاف الحبر الأعظم يقول يحدثنا إنجيل اليوم عن عشرة شابات دُعينَ للنظر إلى المستقبل والمشاركة في عيد الرب. لكن المشكلة كانت أن بعضهنَّ لم تكنَّ مستعدات للقائه. لقد كُنَّ يتحلَّينَ بحماس ودفع كبير، وأردنَ المشاركة في دعوة المعلّم ولكن مع الوقت انطفأت القوى والرغبة. إنه مثل حول ما قد يحصل لجميع المسيحيين عندما، وإذ نكون مدفوعين بالحماس والرغبة، نسمع دعوة الرب لنا لكي نشارك في ملكوته ونتقاسم فرحه مع الآخرين. لكن غالبًا ما يحصل أنّه وإزاء المشاكل والعوائق، والعجز الذي نختبره في الأوضاع التي يبدو من المستحيل تغييرها، يسيطر علينا الشك والمرارة ويتسربان بصمت إلى أحلامنا فيبرد قلبنا ونفقد الفرح ونصل متأخرين.
لذلك تابع البابا فرنسيس يقول يطيب لي أن أسألكم: هل تريدون أن تحافظوا على النار التي يمكنها أن تنيركم وسط الليل والصعوبات؟ هل تريدون أن تستعدّوا للإجابة على دعوة الرب؟ هل تريدون أن تكونوا مستعدّين لتتميم مشيئته؟ أنتم ورثة تاريخ بشارة عظيم قد نُقل لكم ككنز مقدّس. هذه الكاتدرائية الجميلة هي شاهدة للإيمان بالمسيح الذي تحلّى به أجدادكم: إن أمانتهم، المتجذِّرة، قد دفعتهم للقيام بأعمال صالحة ولبناء الهيكل الآخر والأجمل والمكون من الحجارة الحيّة لكي يحملوا محبّة الله الرحيمة لأشخاص زمنهم. أيها الأصدقاء الأعزاء، لكي لا تنطفئ نار الروح القدس ولكي تحافظوا على نظركم حيًّا وعلى قلوبكم من الأهمية بمكان أن تكونوا متجذِّرين في إيمان مسنّينا: آباء وأجداد ومعلمين. لا لكي تبقوا سجناء للماضي وإنما لكي تتعلّموا أن تتحلّوا بتلك الشجاعة التي يمكنها أن تساعدنا لكي نجيب على الحالات التاريخية الجديدة. إن حياتهم قد صمدت إزاء العديد من المحن والألم، ولكنّهم قد اكتشفوا خلال المسيرة أن سرّ القلب السعيد هو الأمان الذي نجده عندما نكون ثابتين ومتجذّرين في المسيح: في حياته وكلماته وموته وقيامته.
أضاف الحبر الأعظم يقول بدون معنى التجذر العميق هذا يمكن لأصوات هذا العالم التي تتنافس للفت انتباهنا أن تُبلبِلَنا؛ والعديد منها تصل إلينا “متزيّنةً” فتبدو في البداية جميلة وقوية ولكنها تتركنا في النهاية تعبين وفي الفراغ والوحدة وتطفئ شرارة الحياة التي أشعلها الرب فينا. أيها الشباب الأعزاء، أنتم جيل جديد لديه رجاء جديد وأحلام جديدة وأسئلة جديدة وبالتأكيد أيضًا بعض الشكوك، ولكن إذ تتجذّرون في المسيح أدعوكم لكي تحافظوا على الفرح حيًّا وألا تخافوا من النظر إلى المستقبل بثقة. إذ تتجذرون في المسيح أنظروا بفرح وثقة. هذه الحالة تولد من معرفتكم بأن الرب يرغب فيكم ويلتقي بكم ويحبّكم بلا حدود. إن الصداقة التي تعززونها مع المسيح هي الزيت الضروري لإنارة المسيرة، مسيرتكم وإنما أيضًا مسيرة جميع الذين يحيطون بكم: أصدقاء وجيران وزملاء الدراسة والعمل بما فيهم أولئك الذين لا يتّفقون معكم.
وختم البابا فرنسيس عظته بالقول لنسر قدمًا إلى لقاء الرب الذي يأتي! لا تخافوا من المستقبل ولا تسمحوا لأحد بأن يخجلكم، وإنما على العكس اعلموا أن الرب ينتظركم لكي يُعد ويحتفل بعيد ملكوته.
أخبار الفاتيكان