في إطار التبادل التقليدي للزيارات بين الكرسي الرسولي وبطريركية القسطنطينية المسكونية بمناسبة الاحتفال بعيد القديسَين بطرس وبولس في 29 حزيران يونيو والقديس أندراوس في 30 تشرين الثاني نوفمبر، استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم 28 حزيران وفدا من بطريركية القسطنطينية المسكونية. وبدأ قداسته كلمته إلى أعضاء الوفد مرحبا بهم كممثلين عن البطريرك المسكوني برتلماوس الأول والمجمع المقدس، مشيرا إلى أن وجودهم في روما تزامنا مع الاحتفال بشفيعَي كنيسة روما الرئيسيين هو علامة الشراكة المتنامية التي تربط بين الكنيسة الكاثوليكية والبطريركية المسكونية. وتابع البابا فرنسيس مؤكدا أن تذكُّر الرسل وتعاليمهم وشهاداتهم يعني تذكر الجذور المشتركة التي تقوم عليها كنائسنا، وأيضا الوعي بالرسالة المشتركة في خدمة الإنجيل.
ثم توقف الحبر الأعظم عند مجتمعات اليوم فقال إنه في الكثير من المجتمعات التي تُعتبر مسيحية تقليديا وإلى جانب أمثلة منيرة على الأمانة لربنا يسوع المسيح، هناك أيضا احتجاب تدريجي للإيمان المسيحي والذي لم يعد له تأثير في الاختيارات الفردية أو القرارات العامة. وتحدث قداسته عن واقع مأساوي علينا ألا نستسلم أمامه، وأعطى هنا بعض الأمثلة لعلامات خطيرة لهذا الواقع مثل ازدراء كرامة الشخص البشري، عبادة المال، انتشار العنف والاستغلال المبالَغ فيه للموارد الطبيعية وغيرها. وأكد قداسته في هذا السياق مشاركته البطريرك المسكوني برتلماوس الأول حديثه خلال مشاركته في روما في مؤتمر دولي حول السياسات وأساليب الحياة الجديدة في العصر الرقمي، حين أكد أنه لا يمكن القبول بتجاهل وازدراء أشكال التنمية البديلة وقوة التضامن الاجتماعي والعدالة، وأشار إلى أن بإمكان الكنائس خلق إمكانيات تحوُّل جديدة لعالمنا، مشددا على قناعة الكنائس بأن المستقبل هو للشركة والتضامن لا للأنانية، للمحبة لا للانقسام. وتابع البابا فرنسيس أن هذا الاتفاق في الرأي مع البطريرك المسكوني يُترجم إلى عمل مشترك ملموس، مشيرا إلى تعاون الكنيستين في الفترة الأخيرة في مبادرات تتعلق بقضايا هامة مثل محاربة أشكال العبودية الجديدة، الدفاع عن الخليقة والسعي على السلام. وأعرب قداسته في هذا السياق عن شكره للبطريرك برتلماوس الأول على قبوله الدعوة إلى مدينة باري الإيطالية في 7 تموز يوليو للمشاركة مع قادة الكنائس والجماعات المسيحية في الشرق الأوسط في الصلاة والتأمل حول الوضع المأساوي الذي يعاني منه الكثير من الأخوة والأخوات في هذه المنطقة. وأعرب الحبر الأعظم من جهة أخرى عن الرجاء في أن تتزايد الفرص أمام الكاثوليك والأرثوذكس على كافة المستويات للعمل والصلاة وإعلان الإنجيل معا، واختبار الوحدة التي تجمعنا بنعمة الله حسب ما واصل.
وختم البابا فرنسيس حديثه إلى أعضاء وفد بطريركية القسطنطينية المسكونية الذين استقبلهم صباح اليوم مكررا شكره، وطالبا شفاعة القديسِين بطرس وبولس وأندراوس كي يجعلنا الرب كلي القدرة معلِنين أمناء للإنجيل.
اذاعة الفاتيكان