“لا يمكن للمسيحي أن يكون من دون الكنيسة، لا يمكن أن يمشي وحده لأنّ يسوع قد انخرط داخل شعبه” هذا ما أكّده البابا فرنسيس في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا.
انطلق البابا من القراءة الأولى (أع 13: 13 – 25) مشيرًا إلى أنّ الرسل عندما شرعوا بالتبشير بيسوع انطلقوا من تاريخ الشعب وقال: “لا يمكن فهم مسيحي خارج إطار شعب الله، بل هو ينتمي إلى شعب: الكنيسة… إنّ فكرة وجود مسيحي من دون الكنيسة هي شيء غير واقعي! وكما أنه لا يمكن فهم مسيحي وحده كذلك لا يمكن فهم يسوع المسيح وحده. يسوع لم يسقط من السماء وكأنه البطل الذي أتى لإنقاذنا. لا! يسوع يملك تاريخًا ويمكننا أن نقول بإنّ ذلك صحيح لأنّه أتى وسار معنا. وأنت لا يمكنك أن تفهم المسيح من دون التاريخ. لأنّ المسيحي من دون التاريخ، المسيحي من دون الشعب، المسيحي من دون الكنيسة لا يمكنه أن يُفهم. هو شيء نراه في المختبر، شيء اصطناعي، شيء عاقر”.
وأضاف البابا: “المسيحي هو ذكرى حية من تاريخ شعبه، إنه ذكرى حية من مسيرة شعبه، إنه الذكرى الحية في كنيسته. الذكرى… الذكرى من كل الماضي…. إذًا إلى أين يسير هذا الشعب؟ نحو الوعد الأسمى. إنه شعب يسير نحو الكمال؛ شعب مختار موعود بالمستقبل ويسير نحو هذا الوعد، نحو إتمام الوعد. لذا، إنّ المسيحي في الكنيسة هو رجل أو امرأة يملكان الرجاء: الرجاء بتحقيق الوعد. إنه ليس توقعًا: لا، لا! هذا شيء مختلف: إنه الرجاء. نتّجه صوبه حيث لا يوجد يأس!”
وقال البابا: “النظر إلى الخلف. إنّ المسيحي هو شخص يتذكّر: لنبحث عن نعمة التذكّر دائمًا. النظر إلى الأمام. المسيحي هو رجل أو امراة ممتلئان من الرجاء. وفي هذا، يتبع المسيحي خطى الله ويجدد عهده معه. إنه يقول لله باستمرار: نعم، أريد عيش الوصايا، أريد مشيئتك، أريد أن أتبعك. إنه رجل عهد ونحن نحتفل بالعهد كل يوم في القداس: إذًا المسيحي هو امرأة أو رجل الإفخارستيا”.
وأنهى البابا عظته قائلاً: “من المفيد أن نفكّر اليوم بهويتنا المسيحية. هويتنا المسيحية هي أن ننتمي إلى شعب: إلى الكنيسة. من دون ذلك نحن لسنا مسيحيين. لقد دخلنا إلى الكنيسة من خلال العماد: هناك أصبحنا مسيحيين. ولهذا السبب، علينا أن نعتاد أن نسأل نعمة التذكّر، تذكّر المسيرة التي قام بها شعب الله؛ والتذكّر الفردي: ماذا فعل الله معي، في حياتي، كيف جعلني أسير… إسألوا عن نعمة الرجاء وهي ليست التفاؤل: لا، لا! إنها شيء آخر. واسألوا عن نعمة تجديد عهدكم مع الله الذي يدعونا كل يوم. نسأل الله أن يمنحنا هذه النعم الثلاث المهمّة لتكوين هويّتنا المسيحية”.
زينيت