“إذا أصغينا لصوت يسوع وتبعناه فلن نسير أبدًا في الدرب الخاطئ” هذا ما تمحورت حوله عظة الأب الأقداس في القداس الإلهي الذي ترأسه في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان، وأكّد البابا في عظته أن يسوع الراعي الصالح هو الباب الوحيد الذي يمكننا من خلاله أن ندخل حظيرة الحياة الأبديّة وحذّر في هذا السياق من عدم الثقة بالمنجّمين والعرّافين الذين يقودوننا في دروب خاطئة.
الباب والمسيرة والصوت: ثلاث كلمات توقف عندها الأب الأقدس في عظته التي استهلّها انطلاقًا من الإنجيل الذي تقدّمه لنا الليتورجية اليوم من القديس يوحنا والذي يذكّرنا بإنجيل الراعي الصالح وتحدّث عن ثلاثة وقائع أساسيّة للحياة المسيحية. أولاً أشار البابا إلى أن يسوع قد أكّد أن مَن لا يَدخُلُ حَظيرَةَ الخِرافِ مِنَ الباب بل يَتَسَلَّقُ إِلَيها مِن مَكانٍ آخَر فهُو لِصٌّ سارِق، لأنّه هو الباب ولا يوجد هناك باب آخر.
تابع الحبر الأعظم يقول يسوع قد تحدّث دائمًا مع الناس من خلال صور بسيطة: جميع هؤلاء الأشخاص كانوا يعرفون كيف كانت حياة الراعي، لأنهم كانوا يرون الرعاة يوميًّا، وقد فهموا أنهم يمكنهم الدخول فقط من خلال باب الحظيرة، وبالتالي فالذين يريدون الدخول من مكان آخر، من النافذة أو من جهة أخرى، فهم لصوص وسارقين: هكذا يتكلم الرب. لا يمكننا أن ندخل الحياة الأبديّة إلا من الباب أي من خلال يسوع! إنه باب حياتنا وليس فقط باب الحياة الأبديّة وإنما باب حياتنا اليوميّة. على سبيل المثال يمكن لكل واحد منا أن يسأل نفسه أمام أي خيار ما: هذا القرار آخذه باسم يسوع ومن أجل باب يسوع أم أنني آخذه – لنقلها ببساطة – كالمُهرِّب؟ يمكننا أن ندخل إلى الحظيرة فقط عبر الباب الذي هو يسوع!
أضاف الحبر الأعظم يقول يحدثنا يسوع دائمًا عن المسيرة. الراعي يعرف خرافه ويقودهم خارجًا: يسير أمامها وهي تتبعه. وهذه هي المسيرة: إتباع يسوع في مسيرة الحياة ومسيرة الحياة اليوميّة. لذلك لا ينبغي علينا أن نُخطى: هو يسير أمامنا ويدلنا إلى الطريق. من يتبع يسوع لا يُخطئ أبدًا! قد يقول أحدكم: “ولكن يا أبت هناك أمور صعبة… وغالبًا لا أرى بوضوح ما ينبغي علي فعله… لقد قالوا لي أن هناك منجِّمًا وقد ذهبت لرؤيته، كما ذهبت أيضًا لرؤية عراف”. إن كنت تفعل هذه الأمور فأنت لا تتبع يسوع، وإنما تتبع شخصًا آخر يقودك في درب أُخرى. إن يسوع يسير في الطليعة ويدلنا على الدرب الذي ينبغي إتباعه ولا يمكن لأحد غيره أن يدلنا على الطريق وقد قاله لنا يسوع بوضوح: “الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: أَنا بابُ الخِراف.
جَميعُ الَّذينَ جاؤوا قَبلي لُصوصٌ سارِقون ولكِنَّ الخِرافَ لم تُصغِ إِلَيهم. أَنا الباب فمَن دَخَلَ مِنِّي يَخلُص يَدخُلُ ويَخرُجُ ويَجِدُ مَرعًى”.
تابع البابا فرنسيس يقول إن الخراف تتبع الراعي الصالح لأنها تعرف صوته؛ ولكن كيف يمكننا أن نعرف صوت يسوع وندافع عن أنفسنا من أصوات الآخرين الذين يدخلون من النافذة أي اللصوص والسارقين الذين يدمّرون ويخدعون؟ سأقول لك الطريقة؟ إنها بسيطة. ستجد صوت يسوع في التطويبات، وبالتالي فالذي يعلمك دربًا مختلفًا عن التطويبات فهو بالتأكيد قد دخل من النافذة. ثانيًا: كيف تعرف صوت يسوع؟ يمكنك أن تعرفه عندما يحدثنا عن أعمال الرحمة، على سبيل المثال في الفصل الخامس والعشرين من إنجيل القديس متى، وبالتالي إن قال لك أحدهم ما يقوله يسوع في هذا الفصل فهذا هو صوت يسوع. وثالثًا يمكنك أن تعرف صوت يسوع عندما يعلّمك أن تقول “أبانا”، أي عندما يعلّمك أن تصلّي “صلاة الأبانا”.
وختم البابا فرنسيس عظته بالقول إن الحياة المسيحية سهلة جدًّا، يسوع هو الباب، هو يقودنا في الدرب ونحن نعرف صوته في التطويبات وفي أعمال الرحمة وعندما يعلّمنا أن نقول “أبانا”. تذكّروا على الدوام: الباب والمسيرة والصوت. ليجعلنا الرب نفهم على الدوام صورة يسوع هذه، وهذه الأيقونة: الراعي الذي هو الباب، يدلنا إلى الدرب ويعلّمنا الإصغاء إلى صوته.
إذاعة الفاتيكان