إفتتح قداسة البابا فرنسيس عصر الخميس الثلاثيّة الفصحيّة مترئسًا قداس عشاء الرب في مركز استقبال اللاجئين في كاستيلنوفو دي بورتو في روما كما واحتفل الأب الأقدس أيضًا في جوّ من التأثُّر والدموع برتبة الغسل وغسل أرجل أحد عشر شخصًا من المهاجرين وإحدى النساء الإيطاليات التي تعمل في المركز مجسّدين هكذا الرسل الإثني عشر، وهم على الشكل التالي أربع شباب كاثوليك من نيجيريا، ثلاثة نساء أقباط من إيريتريا، شاب هندي من الديانة الهندوسيّة، وثلاثة شباب مسلمين من سوريا وباكستان ومالي.
وقبل رتبة الغسل تخللت الذبيحة الإلهية عظة عفويّة للأب الأقدس قال فيها إن التصرفات تتكلّم أكثر من الصور والكلمات. هناك تصرّفان في كلمة الله هذه التي قراناها: التصرّف الأول يسوع الذي يخدم والذي يغسل الأرجل. لقد كان الرأس ولكنه غسل أرجل الآخرين، أرجل خاصته والصغار. أما التصرّف الثاني فهو يهوذا الذي يذهب إلى أعداء يسوع، أولئك الذين لا يريدون السلام مع يسوع ويأخذ المال الذي به خانه، ثلاثين من الفضة.
تابع البابا فرنسيس يقول تصرفان، واليوم أيضًا نجد هنا هذين التصرّفين، الأول وهو نحن جميعًا معًا مسلمون وهندوس وكاثوليك وأقباط وبروتستانت ولكننا إخوة وأبناء للإله عينه ونريد أن نعيش بسلام. أما التصرّف الثاني فهو التصرف الذي حصل لثلاثة أيام خلت، تصرّف الحرب والدمار في مدينة أوروبية من قبل أشخاص لا يريدون العيش بسلام، وخلف هذا التصرُّف، هناك آخرون كالذين كانوا أيضًا خلف يهوذا. فخلف يهوذا كانوا الأشخاص الذين دفعوا لكي يتم تسليم يسوع إليهم، أما خلف ذاك التصرّف فهناك صانعو الأسلحة وتجارها الذين يريدون الدم ولا السلام، الحرب ولا الأخوّة.
أضاف الحبر الأعظم يقول تصرفان: يسوع يغسل الأرجل ويهوذا يبيع يسوع من أجل المال. جميعنا هنا معًا من ديانات مختلفة وثقافات مختلفة ولكننا إخوة وأبناء الآب عينه. ولكن وللأسف هناك أولئك البؤساء الذين يشترون الأسلحة ليدمّروا الأخوّة. واليوم، عندما سأقوم بتصرف يسوع عينه من خلال غسلي لأرجلكم أنتم الإثني عشر سنقوم بتصرّف أخوّة وسنقول معًا: “نحن مختلفون ونملك ثقافات وديانات مختلفة ولكننا إخوة ونريد أن نحيا بسلام”، وهذه هو معنى التصرّف الذي سأقوم به.
وختم البابا فرنسيس عظته بالقول لكل منا تاريخه ولكل منكم تاريخه، صلبان كثيرة وآلام كثيرة ولكننا نملك أيضًا قلوبًا منفتحة تريد الأخوّة. لذلك ليصلِّ كل منا بلغته وأسلوبه سائلاً الرب أن تُعدي هذه الأخوّة العالم بأسره فلا يكون هناك بعد الآن “ثلاثين من الفضة” لقتل إخوتنا وإنما يكون هناك على الدوام الصلاح والأخوّة.
إذاعة الفاتيكان