“لتعدينا قداسة جوفاني باتيستا سكالابريني بالرغبة في أن نكون قديسين، كلُّ فرد منا بطريقة مميّزة وفريدة من نوعها، كما خلقنا وأرادنا خيال الله اللامتناهي” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته إلى الحجاج الذين أتوا من أجل إعلان قداسة جوفاني باتيستا سكالابريني
استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم السبت في قاعة بولس السادس بالفاتيكان الحجاج الذين أتوا من أجل إعلان قداسة جوفاني باتيستا سكالابريني وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال يسعدني أن أكون معكم، أنتم الذين شاركتم أمس في الاحتفال الإفخارستي وإعلان قداسة لطوباوي جوفاني باتيستا سكالابريني. أنتم جماعة متنوعة – وهذا أمر جميل! -: هناك مرسلون، وراهبات مرسلات، ومرسلات علمانيات وعلمانيون سكالبرينيون؛ هناك مؤمنون من أبرشيتَي كومو وبياتشينزا ؛ ثم هناك مهاجرون من بلدان عديدة. بهذه الطريقة، أنت تمثّلون جيدًا اتساع نطاق عمل المطران سكالبريني، وانفتاح قلبه، الذي إذا جاز التعبير لم تكن الأبرشية كافية له.
تابع البابا فرنسيس يقول لقد كان ذات أهميّة عمله الرسولي لصالح المهاجرين الإيطاليين. في ذلك الوقت كان الآلاف يغادرون إلى الأمريكتين. وكان المطران سكالابريني إليهم ينظر بنظرة المسيح، التي يحدثنا عنها الإنجيل؛ على سبيل المثال، يكتب متى الإنجيلي: “ورأى الجموع فأخذته الشفقة عليهم، لأنهم كانوا تعبين رازحين، كغنم لا راعي لها”. وكان يجتهد بمحبة كبيرة وذكاء رعوي لكي يؤمن لهم المساعدة المادية والروحية المناسبة. واليوم أيضًا، تمثل الهجرات تحديًا بالغ الأهمية. هي تسلِّط الضوء على الحاجة الملحة لوضع الأخوَّة قبل الرفض، والتضامن قبل اللامبالاة. واليوم، يُدعى كل مُعمَّدٍ لكي يعكس نظرة الله نحو إخوته وأخواته المهاجرين واللاجئين؛ ولكي يسمح لنظرته بأن توسِّع نظرنا، بفضل اللقاء مع البشريّة التي تسير، من خلال قرب ملموس، وفقًا لمثال الأسقف سكالابريني.
أضاف الأب الأقدس يقول نحن مدعوون اليوم لكي نعيش وننشر ثقافة اللقاء، لقاء متساو بين المهاجرين وأبناء البلد الذي يستقبلهم. إنها خبرة مُغنية لأنها تكشف جمال التنوع. وهي أيضًا مثمرة، لأن إيمان المهاجرين ورجاءهم وشجاعتهم يمكنهم أن يكونوا مثالًا وحافزًا للذين يريدون الالتزام ببناء عالم يسوده السلام والرفاهية للجميع. ولكي يكون للجميع، أنت تعرفون جيدًا، علينا أن نبدأ من الأخيرين. كما هو الحال في رحلات التنزه الجبلية: إذا ركض الأولون تنحلُّ المجموعة، وبعد قليل يتعب الأولون أيضًا ولكن إذا واكبنا خطوات الأخيرين فسنسير جميعًا معًا.
تابع الحبر الأعظم يقول لكي ننمِّيَ الأخوَّة والصداقة الاجتماعية، نحن مدعوون جميعًا لأن نكون مبدعين، وأن نفكر بطريقة جديدة. نحن مدعوون لكي نفتح فسحات جديدة، حيث يصبح الفن والموسيقى والتواجد معًا أدوات ديناميكية بين الثقافات، وحيث يمكنكم تذوق غنى لقاء التنوع. لذلك أحثكم، أيها المرسلون والمرسلات السكالابرينيون، لكي تسمحوا بأن يُلهمكم مؤسسكم القديس، أب المهاجرين، جميع المهاجرين. ولتجدد موهبته فيكم فرح التواجد مع المهاجرين، وخدمتهم، وأن تقوموا بذلك بإيمان، يحرككم الروح القدس، في القناعة بأننا نلتقي بالرب يسوع في كل واحد منهم. وهذا الأمر يساعدكم لكي يكون لديكم أسلوب مجانيّة سخية، ولكي لا توفِّروا الموارد الجسديّة والاقتصادية من أجل تعزيز المهاجرين بطريقة متكاملة؛ ويساعدكم أيضًا لكي تعملوا في شركة أهداف، كعائلة، متحدين في التنوع.
وخلص البابا فرنسيس كلمته بالقول أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، لتعدينا قداسة جوفاني باتيستا سكالابريني بالرغبة في أن نكون قديسين، كلُّ فرد منا بطريقة مميّزة وفريدة من نوعها، كما خلقنا وأرادنا خيال الله اللامتناهي. ولتمنحنا شفاعته الفرح والرجاء لكي نسير معًا نحو أورشليم الجديدة، التي هي سيمفونية الوجوه والشعوب، نحو ملكوت العدالة والأخوَّة والسلام. أشكركم على قدومكم لمشاركة عيدكم! أبارككم من صميم القلب مع جميع رفقاء دروبكم حيث تقيمون؛ ومن فضلكم لا تنسوا أن تصلّوا من أجلي.