اللاهوتي المغرم بفكره ليس أمينًا لمهمة اللاهوت، فعلى اللاهوتي أن يدرك دومًا أن الحقيقة أبعد وأسمى من خلاصاته، هذا كان فحوى ما قاله البابا لأساتذة وتلاميذ اللاهوت في الكليات الحبرية اليسوعية في روما.
فقد التقى البابا فرنسيس هذا الصباح بتلاميذ وأساتذة الكليات التي يعنى بها اليسوعيون في روما وهي جامعة الغريغوريانا الحبرية، المعهد البيبلي الحبري، والمعهد الشرقي الحبري وذلك في قاعة بولس السادس في الفاتيكان.
بين الفكر والروح
سلط البابا الانتباه في مطلع حديثه إلى دور الأساتذة والتلاميذ في هذه الجامعات المتمثل بتقييم وجوهرة مكان مزاولتهم لمهامهم، ألا وهو مدينة روما العريقة، إلى جانب إغناء الكنائس المحلية التي يأتي منها التلاميذ والتي تعبر عن وجه الكنيسة الجامع. هذا البعد المزدوج يعبر عن غنى الكنيسة وتنوعها في الوحدة.
والبعد الثاني الهام جدًا هو الترابط بين الدرس والحياة الروحية. وقد شدد البابا أن هذا الإلتزام والترابط “ليس شيئًا رجعيًا” بل هو “المحور”. فاللاهوت هو خدمة تنبع من الحب للمسيح وللكنيسة وتقود إليه!
لا للفكر المجرد!
وشرح البابا فرنسيس أن زمننا يعيش تحدٍ هام ومصيري وهو تجاوز مفهوم المعرفة كمجرد مجموعة من المعلومات المتراكمة والمجردة، للوصول إلى ما أسماه “تأويلاً إنجيليًا لفهم الحياة بشكل أفضل”.
لا للنرسيسية الفكرية!
وكان للبابا كلمات قوية ضد اللاهوتيين الذين ينطون على معارفهم وتحصيلهم الفكري معتبرًا أنهم “فاترين” لأن على اللاهوت أن يكون “فكرًا منفتحًا، أي غير كامل، بل دومًا منفتح على تسامي الله والحقيقة، دومًا في حالة تقدم وتطور. وشدد بالقول: “إن النرسيسية هي مرض إكليريكي. وتضر النرسيسية باللاهوتيين وبالمفكرين، لا بل هي تثير الاشمئزاز”.
اللاهوت في خدمة الكنيسة
وأخيرًا، شدد الحبر الأعظم على أن مهمة اللاهوت هي مهمة كنسية، يجب أن تغذي الجماعة الكنسية وتُعاش في إطارها وفي خدمتها.
زينيت