وافت المنية صباح يوم الأربعاء بطريرك بابل للكلدان الفخري الكاردينال عمانوئيل الثالث ديلي، والذي فارق الحياة في مستشفى سان دييغو بولاية كاليفورنيا الأمريكية، عن عمر سبعة وثمانين عاما. وسيُشيّع جثمانه يوم غد العاشر من الجاري على أن يوارى الثرى في ديترويت الأمريكية في الثاني عشر منه. بوفاة الكاردينال ديلي يصبح مجمع الكرادلة مكونا من 216 كاردينالا، بينهم مائة وعشرون ناخبا وستة وتسعون تخطوا الثمانين من العمر ولا يحق لهم بالتالي انتخاب الحبر الأعظم.
وللمناسبة بعث البابا فرنسيس ببرقية تعزية إلى بطريرك بابل للكلدان لويس روفائيل الأول ساكو عبر فيها عن الحزن الذي ألمّ به لدى تلقيه نبأ وفاة الكاردينال ديلي. وتقدم الحبر الأعظم بأحر التعازي من البطريرك ساكو ورعاة الكنيسة الكلدانية ومؤمنيها في العراق وبلاد الانتشار، معربا عن قربه منهم بواسطة الصلاة. وكتب البابا فرنسيس في برقيته أنه يتذكر بامتنان عميق إخلاص البطريرك الراحل لشعبه وسعيه الدؤوب إلى تعزيز علاقات مع أتباع الديانات الأخرى ترتكز إلى الاحترام والعدالة والسلام. وقال الحبر الأعظم إنه ينضم إلى الأشخاص الذين يبكون البطريرك الراحل موكلا نفسه النبيلة إلى رحمة الله، الآب المحبّ. ثم منح الجميع بركاته الرسولية كعلامة سلام ورجاء في الرب.
بطريرك بابل للكلدان الفخري من مواليد محلة تل كيف التابعة لأبرشية الموصل، شمال العراق، في السابع والعشرين من أيلول سبتمبر من عام 1927. مجاز في اللاهوت المقدس من جامعة أوربانيانا الحبرية بروما، وفي الحق القانوني الكنسي من جامعة اللاتيران الحبرية بروما. سيم كاهنا في روما في الحادي والعشرين من كانون الأول ديسمبر 1952، وعُين أمين سر لبطريرك بابل لدى عودته إلى بغداد في الثلاثين من كانون الأول ديسمبر 1960. انتُخب بعها مساعدا للبطريرك بولس الثاني شيخو، وثبّته في هذا المنصب السعيد الذكر البابا يوحنا الثالث والعشرون في السادس والعشرين من كانون الأول ديسمبر 1962 ونال السيامة الأسقفية في التاسع عشر من أبريل نيسان 1963، وشارك في أعمال المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني بصفة أسقف، بعد مشاركته في الأعمال بصفة خبير.
وكان الكاردينال الراحل أيضا مستشارا في اللجنة المعنية بإعادة النظر في الحق القانوني الكنسي الشرقي ولجنة العلاقات مع الإسلام التابعة للمجلس البابوي للحوار بين الأديان. انتُخب في الثالث من كانون الأول ديسمبر 2003 بطريركا على بابل للكلدان خلال المرحلة الصعبة التي كان يجتازها العراق آنذاك، وتمت عملية الانتخاب من قبل سينودس الكنيسة الكلدانية خلال اجتماع دعا إليه السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني يومي الثاني والثالث من كانون الأول ديسمبر 2003 وترأس الأعمال الكاردينال أغناطيوس موسى الأول داود، رئيس مجمع الكنائس الشرقية السابق، وتم تنصيبه في بغداد في الحادي والعشرين من الشهر عينه.
شارك في أكتوبر من العام 2005 في الجمعية العامة العادية الحادية عشرة لسينودس الأساقفة، كما ترأس في نوفمبر من العام نفسه السينودس الخاص بالأساقفة الكلدان والذي تلته مقابلة خاصة مع البابا بندكتس السادس عشر. وفي كونسيستوار الرابع والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر 2007 اعتمر القبعة الكاردينالية من يد البابا راتزنغر، قبل أن يصبح بطريركا فخريا في التاسع عشر من كانون الأول ديسمبر 2012.
زينيت