شجع قداسة البابا فرنسيس العاملين في وكالة سير الكاثوليكية للأنباء بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيسها على مواصلة العمل من أجل الحقيقة وبناء الجسور، وذلك في رسالة وجهها إلى مدير الوكالة فينشنسو كورادو.
في الخامس والعشرين من تشرين الأول أكتوبر عام 1988 تأسست وكالة سير الكاثوليكية للأنباء، والاسم هو اختصار لـ Servizio Infomazione Religiosa أي خدمة الإعلام الديني، وذلك بمبادرة من الرابطة الإيطالية للمجلات الكاثوليكية بدعم من مجلس أساقفة إيطاليا. ولمناسبة احتفال هذه الوكالة الكاثوليكية بعامها الثلاثين بعث قداسة البابا فرنسيس رسالة إلى السيد فينشنسو كورادو مدير الوكالة بتاريخ الحادي والعشرين من الشهر، مهنئا جميع العاملين فيها ومشيرا إلى النشاط الذي يقومون به بشكل يومي. ودعا قداسته إلى مواصلة العمل باحثين دائما عن الجديد شأن ما فعل مؤسسي الوكالة حين وضعوا ونفذوا مشروعا فريدا لتصبح هذه الوكالة رائدة شركة في الإعلام سواء على الصعيد الكنسي أو الاجتماعي الثقافي، وشجع البابا على مواصلة القيام بهذا الدور.
ذكّر البابا فرنسيس في رسالته بعد ذلك باختياره موضوع اليوم العالمي الـ 53 للاتصالات الاجتماعية الذي سيُحتفل به ي 2019 “إنَّنا أَعضاءٌ بَعضُنا لِبَعْض (أفسس 4، 25)، من جماعات الشبكة إلى الجماعات البشرية”، وتحدث عن وعيه بأن العاملين في وكالة سير ملتزمون بتعزيز شركة إعلامية تقوم على الحقيقة والتبادلية. هذا وأشار قداسة الباب فرنسيس في رسالته لى مدير الوكالة الكاثوليكية إلى نجاحها عبر السنوات في متابعة التطورات التكنولوجية محافِظة في الوقت ذاته على خطها التحريري، والذي عبّر عنه رئيس الوكالة المطران جوزيبي كاتشامي عام 1988 حين تحدث عن الرغبة في أن يقيَّم عمل الوكالة على أساس الموضوعوية ودقة اللغة والتوثيق والاهتمام بدوافع وتغيرات الحدث الديني لا باستخدام الحدث من أجل فضول العالم. وشدد البابا فرنسيس هنا على أهمية هذا الأمر اليوم أيضا خاصة مع ظاهرة الأنباء الزائفة، ودعا قداسته بالتالي العاملين في الوكالة إلى مواصلة ممارسة مهنتهم ملتزمين بالحقيقة التي هي الترياق الأكثر فعالية لمحارية الزيف.
خصص الأب الأقدس حديثه بعد ذلك للمستقبل، فدعا إلى مواصلة السير على درب التجديد بدون نسيان النظر إلى المناطق كافة، في إيطاليا وأوروبا، في الشرق الأوسط والعالم، وأضاف أن المكان هو أكثر من مجرد حدود جغرافية. وذكًّر هنا بما كتب في الرسالة لمناسبة اليوم الـ 52 للاتصالات الاجتماعية بعنوان “الحق يحرّركم” (يو8، 32). أخبار مزيّفة وصحافة سلام” حين ذكر أن الصحافي “في العالم المعاصر، لا يقوم بمهنة وحسب بل برسالة حقيقية. ولديه الواجب، في جنون الأخبار وفي دوّامة السباق الصحفي، بأن يذكِّر أنه وفي محور الخبر لا توجد السرعة في نقله والتأثير على الجمهور وإنما الأشخاص. نقل الأخبار هو تنشئة، وهو أن نكون أيضًا على علاقة مع حياة الأشخاص”.
وختم البابا فرنسيس رسالته إلى مدير وكالة سير الكاثوليكية للأنباء لمناسبة احتفالها بعامها الثلاثين مؤكدا مرافقته للعاملين فيها في عملهم، وراجيا أن يكونوا دائما مستعدين للإصغاء والحوار الصادق من أجل إظهار الحقيقة. شجعهم من جهة أخرى على أن يكون هدفهم الدائم إعلاما جيدا يشيِّد جسور التفهم والحوار، وعلى السير قدما بدون تنازلات وبحرية، والمساهمة في فهم الوقائع في تعقيداتها ومعانيها العميقة. ثم بارك قداسة البابا الجميع طالبا منهم ألا ينسوا أن يصلوا من أجله.
فاتيكان نيوز