التقى الأب الأقدس بالكاهن الأرجنتيني غييرمو ماركو، الذي كان مسؤولاً عن المكتب الإعلامي لأبرشيّة بوينس آيرس لمدة ١٠ سنوات، بينما كان بيرغوليو كاردينالًا، وتم بث جزء من المحادثة كجزء من البرنامج الإذاعي الذي يقدّمه الأب ماركو
“قلبي مستودع مليء بالأشياء التي احتفظ بها. لا بد لي من أن أوسِّع الرفوف كل فترة. أنا من هذه الناحية “جامع للأشياء” بالمعنى الجيد للكلمة، لأنني لا أريد أن أفقد أي شيء من الخير الذي يمنحه الناس لي. إنَّ الناس تكافئك كثيرًا، بالأمثلة، بالكلمات، بتصرُّف. والكاهن موجود لكي يعلِّم الناس، لكنني أعتقد أننا نتعلم الكثير من الناس إذا نظرنا إليهم”. هكذا تبدأ المقابلة التي أجراها البابا فرنسيس مع الأب الأرجنتيني غييرمو ماركو، الذي كان مسؤولاً عن المكتب الإعلامي لأبرشيّة بوينس آيرس لمدة ١٠ سنوات، بينما كان بيرغوليو كاردينالًا. وقد تم نشر ٢٢ دقيقة من المقابلة، التي استمرَّت ساعة ونصف تقريبًا وتمّت في ٩ من حزيران يونيو، يوم الأحد الماضي الثالث من تموز يوليو في برنامج “Marcó tu semana, de la tele a las rede”، الذي يُعدّه ويقدّمه الأب غييرمو ماركو.
تمحورت المقابلة حول قضايا شخصية من حياة الحبر الأعظم، وحياته الروحية، ومراحل حياته التي عاشها خارج الأرجنتين وطنه الأم، دون التطرُّق إلى المسائل الظرفيّة التي، وكما أوضح الأب ماركو في تقديم برنامجه، تظهر أحيانًا في وسائل الإعلام الأخرى، أو ربما عندما يجري مقابلة مع أحد الصحفيين”. وأشار إلى أنه فضل أن يسأله عن مواضيع “الحياة البسيطة”، وهي أسئلة كثيرًا ما يطرحها على نفسه، لأنك عندما تقابل شخصًا ما، فأنت تريد ان تعرف كيف يعيش وكيف يصلي. والبابا كان يقول في كلِّ مرّة يواجه فيها مشكلة ما: “حسنًا، دعني أصلي ثم سأجيب عليك”.
في جوابه على سؤال حول كيف هي صلاة الأب الأقدس قال البابا فرنسيس إنَّ صلاة الأسقف هي رعاية القطيع لكي أقول ذلك بمصطلحات إنجيلية، والبابا هو أسقف، لذلك يستمر بالأسلوب عينه. إنه الأسلوب عينه: يطلب ويتشفع ويشكر على كل الخير الذي يتمُّ القيام به. فسأله الأب ماركو إذا كان لا يزال ينهض باكرًا لكي يصلّي، فأجابه أسقف روما: “نعم، نعم، لأنك إذا لم تصلِّ في الصباح، فلن تصلي بعدها أبدًا، لأنَّ “مفرمة اللحم” ستمسك بك بعدها.
تابع البابا فرنسيس مجيبًا على سؤال حول التنزه والسير حرًّا في الشوارع، أعظم حنين للحياة في بوينس آيرس وأكثر ما يفتقده خليفة بطرس في العاصمة الأرجنتينية وقال في بوينس آيرس، كنت أمشي أو أستقلُّ الحافلة. هنا في المرتين اللذين اضطررت فيهما للخروج، قبضوا عليَّ متلبسًا. مرتين في الشتاء، عند السابعة مساء، عندما يكون قد حلَّ المساء… ولكن عندما وصلت إلى عيادة طبيب العيون، صرخت سيدة من الشرفة “البابا!” وانتهى كل شيء. وعندما ذهبت إلى متجر التسجيلات حيث لم يكن هناك أحد – ذهبت لأبارك المكان لأنه متجر لأحد الأصدقاء الذي كان قد أعاد ترميمه – وقد طلب مني “لماذا لا تأتي لتبارك لنا المتجر هذا الأمر سيساعدنا كثيرًا؟”. لذلك ذهبت، عندما حلَّ المساء أيضًا ولكن للأسف أن هناك موقف سيارات أجرة قريب من المتجر، وكان هناك صحفي ينتظر صديقًا لكي يركب سيارة أجرة.
أضاف البابا فرنسيس مجيبًا على سؤال حول شعوره أمام هذه المسؤوليّة العظيمة إزاء الكنيسة وقال إنَّ الروح القدس يعطيك ثمارًا كثيرة، لكن لا يوجد أي حديث أبدًا عن أنّه يخدِّرك. ولكن وأحيانًا تشعر بأنك مخدر إزاء المواقف التي من شأنها أن تجعلك تتألّم كثيرًا، ولكن على الرغم من ذلك إذ تبقى في هذا الموقف، تكون قادرًا على التحرّك. موضوع آخر تمت مناقشته في المقابلة هو إدارة الأزمات، وقال البابا فرنسيس في هذا السياق إنَّ أحد الأشياء التي تعلمتها هنا هو أننا لا نعرف كيف نتعامل مع الأزمات، وأنَّ الأزمات هي التي تجعلنا ننمو. بعدها ذكّر الأب الأقدس بمؤسسي الاتحاد الأوروبي كأمثلة لرجال عرفوا كيف يتعاملوا مع الأزمات ونموا معها، ولم يحولوها إلى صراع، وقال عندما تحول أزمة ما إلى صراع، فإنك تخسر، لأنَّ الوحدة هي أكبر من الصراع، أما الصراع فيحُدُّك.
وفي الختام إذ عاد الأب ماركو إلى سلسلة التعليم حول المسنين، التي بدأها أسقف روما في ٢٣ شباط فبراير من هذا العام في المقابلة العامة، أراد أن يعرف كيف يعيش البابا هذه المرحلة من حياته، وقال الأب الأقدس أنا، في هذه المرحلة من العمر، أضحك على نفسي وأمضي قدمًا.