كان زمن المجيء وما يحمله من عزاء ورجاء وحداثة محور حديث البابا فرنسيس قبل ظهر اليوم إلى الحجاج القادمين من أبرشيتين من مقاطعة بوليا الإيطالية كان قداسته قد توجه إليهما في زيارة رعوية في نيسان أبريل المنصرم.
استقبل قداسة البابا فرنسيس قبل ظهر اليوم السبت 1 كانون الأول ديسمبر في القصر الرسولي الحجاج من أبرشيتَي اوجينتو -سانتا ماريا دي ليوكا، ومولفيتا – روفو – جوفيناتسو – تيرليتسي الإيطاليتين، وهما أبرشيتان كان الأب الأقدس قد زارهما في نيسان أبريل المنصرم. وفي بداية حديثه إلى ضيوفه ذكّر قداسته بهذه الزيارة الرعوية والتي كانت في الذكرى الخامسة والعشرين لوفاة خادم الله المطران تونينو بيلو، في العشرين من نيسان أبريل من العام 1993. وأراد البابا الترحيب بالجميع مستخدما عبارة نطق بها المطران بيلو في ختام آخر قداس تبريك الزيوت المقدسة احتفل به: “أود أن أقول لكل واحد ناظرا إلى عينيه: أنا أحبك” وتابع البابا فرنسيس إن هذا هو أسلوبنا في عيش الحياة. وواصل قداسة البابا متحدثا عن خادم الله وتحديدا عما أوصى به في القداس المذكور، حين حث الجميع على ألا يحزنوا بسبب أيٍّ من الأمور. وتابع البابا: “مَن يؤمن بالمسيح لا يمكن أن يكون حزينا”، وكرر هذه الدعوة مؤكدا أننا في حال تطبيقها بشكل عملي سنتمكن من حمل كنز فرح الله إلى فقر إنسان اليوم.
تحدث الأب الأقدس بعد ذلك عن بداية زمن المجيء، زمن العزاء والرجاء، وعن بداية سنة ليتورجية جديدة حاملة معها حداثة “إله كل عزاء” (راجع 2 قور 1،3). وذكّر الأب الأقدس هنا مجدَّدا بكلمات خادم الله المطران تونينو بيلو حول أهمية التطلع إلى الجديد لأننا وُلدنا من أجل أشياء عظيمة، فقد وُلدنا، تابع البابا، لنكون مع الرب، وعندما نجعل الله يدخل حياتنا تأتينا الحداثة الحقيقية. وواصل الأب الأقدس متحدثا عن جمال انتظار حداثة الله في حياتنا، أي، وبدلا من أن نعيش في انتظار أشياء ربما لا تتحقق، نعيش في انتظار، أي نتمنى أن يحمل لنا الله الحداثة دائما. وعلى انتظارنا هذا، حسب ما واصل قداسة البابا، ألا يكون بلا عمل، بل علينا أن نكون فاعلين في المحبة. وأضاف البابا في هذا السياق إننا كمسيحيين مدعوون إلى حماية ونشر فرح الانتظار، فنحن ننتظر الله الذي يحبنا محبة لانهائية كما أنه هو أيضا ينتظرنا، لسنا بمفردنا إذا، لسنا وحيدين، قال البابا.
ثم عاد مجددا إلى كلمات وأفكار خادم الله المطران تونينو بيلو فذكّر بحديثه عن المخاوف العديدة التي تمتلئ بها الحياة، الخوف من القريب، من الجار، من الآخر، الخوف من عدم النجاح، من ألا يقبلنا الآخرون، ألا نجد عملا وغيرها، إلا أن المجيء حسب ما قال المطران بيلو يجيب على هذا المشهد القاتم بالإنجيل الذي هو ضد الخوف، لأن الرب يرفع بكلماته مَن يُسقطه الخوف وذلك من خلال فعلَين، فعلَي المجيء: “فانتَصِبوا قائمين وَارفَعوا رُؤُوسَكُم” (راجع لو 12، 28)، فنحن لسنا أبناء الخوف، بل أبناء الله.
وفي ختام كلمته إلى الحجاج القادمين من أبرشيتَي اوجينتو -سانتا ماريا دي ليوكا، ومولفيتا – روفو – جوفيناتسو – تيرليتسي الإيطاليتين الذين استقبلهم قبل ظهر اليوم في القصر الرسولي، تحدث البابا فرنسيس عن البحر للتأمل في معنى الحياة، الحياة التي يعانقها الله والذي يريد منا أن نُبحر بثقة وشجاعة. وتحدث قداسة البابا بالتالي عن ضرورة أن تكون لدينا أحلام جريئة، ودعا إلى الاستجابة إلى نداء الإنجيل الذي كان يكرره المطران بيلو، إلى أن ننتصب ونرفع رؤوسنا. وختم البابا حديثه مذكِّرا مجددا بكلمات خادم الله تونيني بيلو خلال قداس تبريك الزيوت الأخير الذي احتفل به عن الرب القائم، ينبوع الرجاء والفرح للجميع.
فاتيكان نيوز