كانت أهمية الفن الذي يوحد الشعوب أمام ثقافة البغض والعنصرية، وضرورة أن تكون المتاحف الفاتيكانية مكانا مفتوحا للجميع محور كلمة البابا فرنسيس خلال افتتاحه التصميم الجديد للمتحف الإثنولوجي في الفاتيكان ومعرضا حول الأمازون.
افتتح قداسة البابا فرنسيس في الفاتيكان التصميم الجديد للمتحف الإثنولوجي “آنيما موندي” ومعرضا حول الأمازون بعنوان “الأمازون الأم، نفَس العالم العميق”. وفي كلمته لهذه المناسبة تحدث الأب الأقدس عن تفكيره في أن ما يُفتتح اليوم ليس متحفا بالمفهوم التقليدي، معتبرا بالتالي اسم المتحف “آنيما موندي”، أي روح العالم، اختيارا ملائما. وتابع البابا معربا عن قناعته بأن المتاحف الفاتيكانية مدعوة إلى أن تكون بشكل أكبر دائما “بيتا” حيا مفتوحا للجميع، لشعوب العالم بكامله، مكانا يمكن فيه للجميع الشعور بأنهم ممثَّلون، ويُستشعَر فيه بشكل ملموس أن نظرة الكنيسة لا تعرف المنع. على كل من يدخل هذا البيت أن يشعر فيه بوجود مكان له هو أيضا، لشعبه وتقاليده وثقافته، وتابع أن جميع الشعوب هنا في ظل قبة بازيليك القديس بطرس هي قريبة من قلب الكنيسة وقلب البابا. وأضاف قداسته أن الفن ليس شيئا بلا جذور بل هو يولد من قلوب الشعوب، هو رسالة من قلوب الشعوب إلى قلوب الشعوب.
وتابع الأب الأقدس أن مَن يدخل هذا المكان يجب أن يشعر أيضا بأن لفنِّه القيمة ذاتها، وأن هذا الفن يلقى الاهتمام والحماية بالشغف ذاته الذي يتم التعامل به مع روائع عصر النهضة أو التماثيل اليونانية والرومانية التي تجذب كل عام ملايين الأشخاص. مَن يأتي إلى هنا، قال البابا فرنسيس، سيجد فسحة خاصة، فسحة الحوار والانفتاح على الآخر، واللقاء.
ثم أعرب البابا فرنسيس عن تثمينه لتصميم المكان موجِّها الشكر إلى جميع مَن شاركوا في العمل ما بين مصممين ومعماريين، مهندسين وعمال. وشدد قداسته في هذا السياق على العمل بشفافية واصفا الشفافية بقيمة هامة وخاصة في مؤسسة كنسية، قيمة نحن دائما في حاجة إليها، حسب ما ذكر قداسته. وفي إشارة إلى معروضات المتحف تحدث قداسة البابا عن آلاف الأعمال القادمة من مناطق العالم كافة، وأضاف أن تصميم المكان يجعل هذه المعروضات في حوار فيما بينها تقريبا. وبما أن الأعمال الفنية هي تعبير عن روح الشعوب، فإن الرسالة التي يتم إيصالها هي أنه من الضروري دائما النظر إلى كل ثقافة، إلى الآخر، بانفتاح ومودة. وأكد الأب الأقدس أن الجمال يوحدنا ويدعونا إلى عيش الأخوّة الإنسانية أمام ثقافة البغض والعنصرية والقومية المتربصة دائما. وذكّر البابا في هذا السياق بأنه ومن هذا المتحف الفاتيكاني كانت قد انطلقت قبل أشهر قليلة بعض الأعمال لتُعرض في الصين، وقبلها عُرضت أعمال أخرى في دول مسلمة، وتوقف قداسته بالتالي عند المبادرات الجيدة التي يمكن القيام بها بفضل الفن حيث يتم تجاوز أيضا الحواجز والمسافات. ثم وجه الأب الأقدس الشكر إلى المهتمين بشكل يومي بهذه الأعمال الفنية الثمينة، وخصّ بالذكر المشرف على المتحف الإثنولوجي “أنيما موندي” الأب نيكولا مابيلّي من المعهد الحبري للرسالات الخارجية.
هذا ووجه قداسة البابا الشكر أيضا على افتتاح هذا التصميم الجديد للمتحف تزامنا مع افتتاح معرض حول منطقة الأمازون، وذلك في الوقت الذي نعيش فيه سينودس الأساقفة المخصص لهذه المنطقة. وأضاف أنه ينتهز هذه الفرصة لتوجيه الشكر أيضا إلى المرسلين من الجمعيات المختلفة الذين التقوا من أجل الأمازون.
ثم ختم البابا فرنسيس كلمته خلال افتتاح التصميم الجديد لمتحف “أنيما موندي” (روح العالم) الإثنولوجي في الفاتيكان بعد ظهر الجمعة 18 تشرين الأول أكتوبر راجيا أن يحافظ هذا المكان مع مرور الوقت على هويته الخاصة، وأن يذكِّر الجميع بقيمة التناغم والسلام بين الشعوب والأمم، وأن تجعل الأعمال الفنية التي يحفظها هذا المكان أصداء صوت الله تتردد داخل مَن سيزورون المتحف.
أخبار الفاتيكان