تمحورت عظة البابا حول صورة نجدها في سفر النبي أشعياء ألا وهي “ستزهر البرية” وهي تبيّن أن الله قادر على صنع أي شيء، لأنه من المستحيل أن تنبت الزهور في البرية القاحلة. وأضاف البابا أن الليتورجية اليوم تضعنا أمام بريّتَين، أي أمام امرأتين عاقرتين: أليصابات ووالدة شمشون. ولفت البابا إلى أن العقم هو شبيه بالبرية، لأن المرأة العاقر ينتهي بها المطاف بدون إنجاب البنين، لكن هاتين المرأتين كانتا أمينتين للرب، فقد حبلتا وأنجبتا! وهذا الأمر ليس عبارة عن أعجوبة، إنه ركيزة وأساس إيماننا. لقد حبلتا لأن الله قادر على صنع أي شيء، وعلى تغيير قوانين الطبيعة، إنه قادر على تمهيد الطريق لكلمته، وذكّر البابا بأن عطايا الله هي المجانية، وقد اختبرت المرأتان مجانية الله.
هذا ثم أشار البابا إلى أن يوحنا المعمدان وشمشون كانا رمزاً لمجانية خلاصنا لأن أحدا لا يستطيع أن يخلّص نفسه. فمن يخلّص هو الرب القادر على انتشالنا من بؤسنا، وإن لم يستسلم الإنسان لمجانية خلاص الرب لن يخلص. لكن يتعين عليه أن يتسلّح بالإيمان الذي هو أيضا عطية من الله. وأضاف فرنسيس أننا لا نستأهل الخلاص، لأننا كلنا عاجزون عن دخول السماء وعن بلوغ القداسة. وهذا يتحقق فقط من خلال مجانية الله … من خلال الإيمان بمجانية عطايا الله. لأن كل شيء هو نعمة! وبعد أن تطرق إلى سيرة حياة شمشون ويوحنا المعمدان اللذين كانا رجلين عظيمين في التاريخ شجع البابا المؤمنين على الاحتفاظ بالهبة المجانية على غرار شمشون الذي أخفق في حياته لكنه سرعان ما عاد إلى الدرب القويمة. ودعا البابا الجميع أن يسبحوا الله خلال عيد الميلاد على مجانية الخلاص، مجانية الحياة وكل العطايا.
أخبار الفاتيكان