ترأس قداسة البابا فرنسيس القداس الإلهي في Campo San Juan Pablo II – Metro Park لمناسبة اختتام اليوم العالمي الرابع والثلاثين للشباب الذي استضافته باناما، وتمحور حول موضوع “أَنا أَمَةُ الرَّبّ فَليَكُن لي بِحَسَبِ قَولِكَ” (لوقا 1، 38).
قبل بداية القداس الإلهي، وجه رئيس أساقفة باناما المطران خوسيه دومينغو أولّوا ميندييتا كلمة شكر للأب الأقدس، وقال إن غنى الإيمان المُعاش في الفرح والرجاء من خلال شباب كثيرين يقول لنا إن هناك رجاء، ومن الممكن تحويل أحلامنا إلى واقع، وأضاف: كلنا ثقة أن شباب العالم الذين عاشوا هذا اليوم العالمي للشباب قد وجدوا في مريم العذراء نموذج التزام مسيحي، وذكّر بكلمات مريم العذراء ” أَنا أَمَةُ الرَّبّ فَليَكُن لي بِحَسَبِ قَولِكَ” (لوقا 1، 38).
ومن إنجيل القديس لوقا (4، 20 – 21) “وكانَت عيونُ أَهلِ المجمعِ كلِّهم شاخصةً إليه. فأَخذَ يقولُ لهم :”اليومَ تمَّت هذه الآيةُ بمسمعٍ منكم”، استهل البابا فرنسيس عظته مترئسا قداس اختتام اليوم العالمي الرابع والثلاثين للشباب، وقال إن الإنجيل يقدّم لنا بداية رسالة يسوع العلنية، وأشار إلى أنها لحظة هامة في حياة المعلم حيث أن الطفل الذي نشأ ونما في كنف تلك الجماعة، قام وأخذ يتكلم ليعلن ويحقّق حلم الله. وأشار البابا فرنسيس في عظته إلى سينودس الأساقفة حول الشباب الذي عُقد في تشرين الأول أكتوبر الفائت، وقال إن من بين ثماره غنى إمكانية اللقاء، ولاسيما الإصغاء. غنى الإصغاء بين الأجيال، وقيمة الاعتراف بأننا نحتاج إلى بعضنا البعض، وبأن علينا العمل بجهد لتنمية فسحات ولنحلم ونبني الغد منذ الآن. ولكن ليس بشكل منفرد إنما معًا، منشئين فسحة مشتركة. وأضاف البابا فرنسيس متوجها إلى الشباب: إن الله يدعوكم في جماعاتكم ومدنكم للذهاب بحثًا عن الأجداد والمسنين؛ إلى النهوض وإلى التحدث معًا وتحقيق حلم الله لكم. اليوم وليس غدًا، لأنه حيث يكون كنزُكَ يكونُ قلبُكَ (راجع متى 6، 21). وفي عظته مترئسا القداس الإلهي، قال البابا فرنسيس قد نمتلك كل شيء، ولكن إذا نَقص شغف المحبة، نقص كل شيء، وأشار إلى أن يسوع يريد أن يكون كنزنا، وأضاف يقول إن الرب ورسالته هما حياتنا! وتابع أن “نَعَم” مريم قد رافقتنا بشكل خاص خلال هذه الأيام، وأشار إلى أنه كما حصل في مجمع الناصرة، إن الرب يقول لنا “اليوم تمَّت هذه الآيةُ بمسمَعٍ منكُم” (لوقا 4، 21). وختم البابا فرنسيس عظته قائلا: أتريدون عيش واقعية محبته؟ لتواصل “نَعَمَكم” في أن تكون المدخل لكي يهب الروح القدس عنصرة جديدة للعالم وللكنيسة.
وقبل نهاية الاحتفال بالقداس الإلهي وجه عميد دائرة العلمانيين والعائلة والحياة الكاردينال كيفين جوزيف فاريل كلمة شكر فيها الأب الأقدس، وأشار إلى أن أهم ثمار خبرة اليوم العالمي للشباب ستظهر لاحقًا في الحياة اليومية.
وفي نهاية القداس الإلهي الذي ترأسه مختتما اليوم العالمي الرابع والثلاثين للشباب الذي استضافته باناما من الثاني والعشرين وحتى السابع والعشرين من كانون الثاني يناير حول موضوع “”أَنا أَمَةُ الرَّبّ فَليَكُن لي بِحَسَبِ قَولِكَ”، وجه البابا فرنسيس كلمة قال فيها: في نهاية هذا الاحتفال أشكر الله لأنه منحنا إمكانية أن نتقاسم هذه الأيام ونعيش مجددا هذا اليوم العالمي للشباب. ووجه من ثم تحية شكر إلى رئيس جمهورية باناما السيد خوان كارلوس فاريلا رودريغيز على حضوره هذا الاحتفال، ورؤساء دول أخرى والسلطات السياسية والمدنية. كما وجه الأب الأقدس تحية شكر إلى المطران خوسي دومينغو أولّوا ميندييتا رئيس أساقفة باناما، وإلى أساقفة هذا البلد والدول المجاورة على كل ما فعلوه لاستضافة الشباب ومساعدتهم. كما وشكر البابا فرنسيس جميع الأشخاص الذين ساعدونا، كما قال، من خلال صلاتهم، والذين تعاونوا من خلال جهودهم ليجعلوا حلم اليوم العالمي للشباب في هذا البلد حقيقة.
تحية شكر وجهها البابا فرنسيس إلى الشباب وقال واصلوا السير، واصلوا عيش الإيمان ومقاسمته. ودعا الشباب لكي لا يفتر ما عاشوه خلال هذه الأيام وقال عودوا إلى رعاياكم وجماعاتكم وإلى عائلاتكم وأصدقائكم وانقلوا هذه الخبرة لكي يتمكّن آخرون من التحرك بالقوة والفرح اللذين في داخلكم. ومع مريم، واصلوا قول “نَعَم” للحلم الذي زرعه الله فيكم.
هذا وستستضيف اليوم العالمي القادم للشباب 2022 مدينة ليشبونة البرتغالية.
اذاعة الفاتيكان