ترأس قداسة البابا فرنسيس ليتورجية الكلمة في بازيليك القديس برتلماوس بجزيرة تيبيرينا بروما، إحياء لذكرى “الشهداء الجدد” في القرنين العشرين والحادي والعشرين. وقد ألقى الأب الأقدس عظة قال فيها جئنا كحجاج إلى بازيليك القديس برتلماوس بجزيرة تيبيرينا حيث التاريخ القديم للاستشهاد يتّحد مع ذكرى الشهداء الجدد، لافتًا إلى أن ذكرى هؤلاء الشهود القدامى والجدد تثبّتنا في الوعي بأن الكنيسة هي كنيسة شهداء. وأضاف أن الشهداء هم الذين ـ وكما ذكّرنا سفر الرؤيا ـ “أتَوا من الشدَّةِ الكبرى، وقد غسَلوا حُلَلَهم وبيَّضوها بدم الحمل”. لقد نالوا نعمة الاعتراف بيسوع حتى النهاية، حتى الموت. إنهم يتألمون، يقدّمون حياتهم، ونحن ننال بركة الله من خلال شهادتهم. وأشار الأب الأقدس إلى أن هناك أيضًا شهداء كثيرين غير مرئيين، أولئك الرجال والنساء الأمناء للقوة المتواضعة للمحبة، لصوت الروح القدس، والذين يسعون في حياتهم اليومية إلى مساعدة الإخوة ومحبة الله بدون تحفّظ.
تابع البابا فرنسيس أنه إذا أمعنا النظر، فإن سبب كل اضطهاد هو الكراهية: كراهية أمير هذا العالم للذين خلّصهم يسوع وافتداهم بموته وقيامته. وتوقف من ثم في عظته عند كلمات يسوع في الإنجيل الذي تم الإصغاء إليه (راجع يوحنا 15، 12 ـ 19) وقال الأب الأقدس: لقد قال لنا يسوع: لا تخافوا! إن العالم سيبغضكم ولكن اعلموا أنه أبغضني قبل أن يبغضكم. وأشار البابا فرنسيس في عظته إلى أن يسوع بموته وقيامته أنقذنا من سلطة العالم، من سلطة الشيطان، من سلطة أمير هذا العالم. وأضاف كم من الجماعات المسيحية هي اليوم مضطهَدة! وتابع الأب الأقدس عظته قائلا: إلى ماذا تحتاج الكنيسة اليوم؟ شهداء، شهود، أي قديسي الحياة اليومية المُعاشة بصدق؛ وأيضًا أولئك الذين لديهم شجاعة قبول نعمة أن يكونوا شهودًا حتى النهاية، حتى الموت. هؤلاء جميعًا هم دم الكنيسة الحيّ. هم الذين يشهدون أن يسوع قام من الموت وأنّه حي، وذلك من خلال شهادة حياة صادقة وبقوة الروح القدس الذي نالوه كعطيّة. وفي ختام عظته في بازيليك القديس برتلماوس بجزيرة تيبيرينا بروما، إحياء لذكرى “الشهداء الجدد” في القرنين العشرين والحادي والعشرين، قال البابا فرنسيس إن تذكّر شهود الإيمان هؤلاء والصلاة في هذا المكان لعطية كبيرة. عطية لجماعة سانت إيجيديو، وللكنيسة في روما، ولكل الجماعات المسيحية في هذه المدينة ولحجاج كثيرين. وفي الختام رفع البابا فرنسيس الصلاة سائلاً الرب أن يجعلنا شهودًا للإنجيل ولمحبته وأن يفيض رحمته على البشرية ويحمي المسيحيين المُضطهدين ويهب السلام للعالم أجمع.
إذاعة الفاتيكان