البابا فرنسيس يدعو المؤمنين إلى الاستسلام لمشيئة الرب

ترأس البابا فرنسيس القداس الصباحي في كابلة القديسة مارتا بدولة حاضرة الفاتيكان وألقى عظة تمحورت حول رسالة القديس بولس الرسول إلى العبرانيين وقال إن الرب يسوع جاء إلى هذا العالم مطيعا للآب، ومؤكدا أن مخطط الله الخلاصي يرتكز إلى الطاعة وقول كلمة “هاءنذا”. وذكّر البابا فرنسيس بأن آدم اختبأ لأنه كان خائفا من الرب، وبعدها بدأ الله يدعو البشر ويستمع إلى كلماتهم عندما قالوا له “هاءنذا”، وهذا انطبق على ابراهيم وموسى وإيليا وأشعياء وإرميا وصولا إلى العذراء مريم وكلمة الرب يسوع الذي قال “هاءنذا” للآب.
وأشار البابا إلى أن الرب يتحاور دائما مع الأشخاص الذين يدعوهم إلى السير في هذا السبيل، وأكد أن صبر الله كبير جدا. وتطرق فرنسيس إلى سفر النبي أيوب الذي تضمن تساؤلات كثيرة بشأن القضايا التي لا يفهمها، لكن سرعان ما صحح الرب نظرته وفي النهاية قال له أيوب كلمة “هاءنذا”. وشدد البابا في هذا السياق على أن الحياة المسيحية ينبغي أن تكون عبارة عن انصياع متواصل لمشيئة الرب، مشجعا المؤمنين على قراءة الكتاب المقدس والبحث عن الكلمات التي قالها من استجابوا لدعوة الله لهم.
وتساءل البابا ما إذا كان المؤمن يجيب على دعوة الرب له بهذه الكلمة أم أنه يسعى إلى الاختباء من الرب كما فعل آدم، أو يهرب من الرب كما حصل مع البني يونان أو يتظاهر بأنه يفعل مشيئة الله كما كان يفعل علماء الشريعة الذين وبّخهم يسوع بشدة. وعاد البابا فرنسيس ليؤكد أن الرب يدعونا كل يوم ويريدنا أن نجيب عليه بكلمة “هاءنذا”، وأكد أن الله يحب أن يتناقش معنا مضيفا أن المؤمن يمكنه أن يكون غاضبا من الله عندما يصلّي، وهذا الأمر أفضل من الهروب من الله أو من الاختباء منه أو الادعاء بأن شيئا لم يكن والنظر في الاتجاه الآخر. وسأل البابا فرنسيس في ختام عظته الروح القدس أن يهب المؤمنين نعمة الإجابة بكلمة “هاءنذا” على دعوة الله.
إذاعة الفاتيكان