استقبل البابا فرنسيس ظهر اليوم الاثنين أعضاء طريق الموعوظين الجدد. وفي حديثه إليهم توقف قداسته عند كلمات يسوع حين دعا إلى تقديم الشهادة وإعلان الإنجيل، وهو ما فعل الرسل والتلاميذ، كما وسار الجميع إلى الأمام بتلك القوة التي وهبها إياهم الله، القوة الآتية من الروح القدس، قال البابا. ثم تابع أننا حين نعمِّد فإن الجماعة التي تنشا عن هذا التعميد تكون حرة، كنيسة جديدة، وعلينا أن ندعها تنمو وأن نساعدها على أن تكبر بأسلوبها الخاص، بثقافتها الخاصة. هذا هو تاريخ البشارة، واصل الأب الأقدس، فالجميع متساوون في الإيمان بالله الآب والابن والروح القدس، الابن الذي تجسد ومات وقام من أجلنا، الروح القدس الذي يجعلنا ننمو، إنه الإيمان ذاته، ولكن كلٌّ بأسلوب ثقافته أو ثقافة المكان الذي تم فيه نشر الإيمان.
وتوقف البابا فرنسيس عند هذا الغنى متعدد الثقافات للإنجيل والذي هو ثمرة عظات يسوع والذي أصبح ثقافة، إنه بشكل ما تاريخ الكنيسة، ثقافات كثيرة ولكن الإنجيل نفسه، شعوب كثيرة لكن يسوع المسيح ذاته، نوايا طيبة كثيرة ولكن الروح القدس ذاته. وأضاف الأب الأقدس أن هذا هو ما نحن مدعوون إليه، السير قدما بقوة الروح القدس حاملين الإنجيل في القلب وفي اليدين. إنجيل يسوع المسيح، ليس هذا إنجيلي، بل إنجيل يسوع المسيح، يتماشى مع الثقافات المختلفة ولكن يبقى نفسه، قال البابا، وتابع أن الإيمان يكبر وينثقف لكنه يبقى ذاته.
ثم تحدث قداسة البابا عن هذه الروح الإرسالية، أي أن ندع أنفسنا نُرسَل، وقال لضيوفه إن هذه الروح هي تحفيز لهم جميعا، وشكر ضيوفه على هذا داعيا إياهم إلى أن يطيعوا الروح القدس الذي يدعوهم، وإلى الطاعة ليسوع المسيح في كنيسته، وشدد الأب الأقدس على ضرورة أن يكون كل شيء في الكنيسة لا خارجها. ثم أكد أن هذه الروحانية هي التي يجب أن ترافقهم دائما، إعلان يسوع المسيح بقوة الروح القدس في الكنيسة ومعها، مع الأساقفة.
وفي ختام حديثه إلى أعضاء طريق الموعوظين الجدد الذين استقبلهم ظهر اليوم دعا قداسة البابا فرنسيس الجميع إلى السير قدما وشكرهم على سخائهم، كما ودعاهم إلى ألا ينسوا نظرة يسوع الذي أرسل كل واحد منهم كي يبشر ويطيع الكنيسة.