استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم السبت السابع عشر من تشرين الثاني نوفمبر في القصر الرسولي بالفاتيكان أعضاء الحركة الرسولية للمكفوفين.
وجه البابا فرنسيس كلمة عبّر فيها عن سروره الكبير بلقاء أعضاء هذه الحركة في الذكرى التسعين لتأسيسها، وأشار إلى أن ماريا موتّا هذه المرأة الكفيفة والشجاعة التي وُلدت في مدينة روزاريو الأرجنتينية، كرّست نفسها للتعليم عندما عادت إلى إيطاليا مع أهلها، غير أن ذلك لم يكن كافيًا بالنسبة إليها؛ وعام 1928 أسست جماعة بين المكفوفين، ومن هذه البذرة الصغيرة نمت جمعية وانتشرت في إيطاليا كلها، ووافق عليها البابا القديس يوحنا الثالث والعشرون.
أضاف البابا فرنسيس أن مؤسِّستهم أرادت العمل كي يتمكّن المكفوفون من أن يلتقوا ويساعدوا بعضهم بعضا، وأكد أيضًا أن المحبة الحقيقية والملموسة هي أفضل جواب ينبغي تقديمه لمجتمعنا الذي يميل في بعض الأحيان إلى تهميش الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. وتابع كلمته إلى أعضاء الحركة الرسولية للمكفوفين مشيرا إلى انفتاحهم على احتياجات الفقراء والمتألمين في العالم، وقال إنهم أجابوا بشجاعة على دعوة يسوع “لأنّي جعتُ فأطعمتموني… وكنتُ عريانًا فكسوتموني، ومريضًا فعُدتموني” (راجع متى 25، 35 – 36). كما وأشار البابا فرنسيس إلى أن مسيرة هذه السنوات التسعين قد أتاحت للحركة الرسولية للمكفوفين أن تدرك بشكل أفضل الموهبة الخاصة الموكلة إليها في الكنيسة. وتتكوّن هذه الموهبة جوهريا من عنصرين: الأول المقاسمة بين المكفوفين والمبصرين، كثمرة تضامن؛ والثاني اختيار الفقراء. وهكذا يتعاونون من أجل كنيسة فقيرة ومن أجل الفقراء. وإذ توقف عند التزام هذه الحركة بالتضامن مع المكفوفين في البلدان الأشد فقرا، تابع البابا فرنسيس كلمته مهنئًا هذه الحركة على عملها خلال هذه السنوات الخمسين من التعاون مع مئات المرسلين والعاملين في مجال الصحة والتعليم والدمج الاجتماعي. وأشار إلى أن هذا كله يساهم في نشر ثقافة الاستقبال من خلال مساعدة الكثير من الأشخاص والعائلات.
وفي ختام كلمته إلى أعضاء الحركة الرسولية للمكفوفين في الذكرى التسعين لتأسيسها، دعا البابا فرنسيس الجميع إلى مواصلة مسيرتهم بثقة، مدركين أن مستقبل البشرية يكمن في المقاسمة والصداقة وخصوصا مع الفقراء والمتروكين. وشكر الجميع على شهادتهم.
فاتيكان نيوز