بمناسبة انعقاد الأسبوع البيبلي الوطني استقبل قداسة البابا فرنسيس في القصر الرسولي بالفاتيكان أعضاء الرابطة البيبليّة الإيطالية وللمناسبة ألقى الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال لقد تعمّقتم ببعض جوانب العلاقة بين الرجل والمرأة انطلاقًا من بعض النصوص البيبليّة الأساسيّة. حول هذا الموضوع قد توقّف مطولاً القديس يوحنا بولس الثاني في سلسلة تعاليم خلال المرحلة الأولى من حبريّته، وقد توقّفت أنا أيضًا خلال تعليم من العام الماضي في تعليق حول الرواية الأولى للخلق وقد سلّطت الضوء على كيف “بعد أن انتهى الله من خَلقِ الكون وجميع المخلوقات الحية، خَلَقَ قمّة الخليقة، أي الكائن البشري، والذي خلقه على صورته: “فَخَلقَ اللهُ الإِنسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأُنثَى خَلَقَهُم” (تك 1، 27)”.
تابع الأب الأقدس يقول إنه لأمر جوهري أن نتأمّل حول كيف خُلقنا وكوِّنا على صورة ومثال الخالق، وحول الاختلاف بيننا وبين الخلائق الأخرى والخليقة بأسرها. وهذه الأمر يساعدنا على فهم الكرامة التي نتحلّى بها جميعًا، رجال ونساء، كرامة تجد جذورها في الخالق. لقد أثّر في دائمًا واقع أن كرامتنا هي بأننا أبناء الله، ومن خلال الكتاب المقدّس تظهر تلك العلاقة في واقع أنّه يقودنا كما يقود الأب ابنه. في رواية الخلق الثانية يظهر لنا كيف صنعنا الله “كحرفيٍّ” إذ جبلنا من تراب الأرض أي أن يدَي الله قد التزمتا بحياتنا؛ فهو لم يخلقنا بكلمته وحسب وإنما بيديه وبنسمته الحيّة، وبالتالي يمكننا القول أن كيان الله بأسره قد شارك في إعطاء الحياة للكائن البشري.
أضاف الحبر الأعظم يقول هناك إمكانيّة أيضًا بأن تنحل هذه الكرامة التي منحنا الله إياها، وهذا الأمر يحصل عندما نساوم على كرامتنا ونعانق عبادة الأصنام أي نفسح في قلوبنا مجالاً لنختبر الأصنام. خلال الخروج من مصر وعندما تعب الشعب لأن موسى قد أبطأ في النزول من الجبل، جرّب الشيطان الشعب فقاموا وصنعوا لهم إلهًا من ذهب: هذا الأمر يجعلنا نفكّر بالقوة الجاذبة للغنى وبواقع أن الإنسان يفقد كرامته عندما يأخذ الغنى في قلبه مكان الله. لكن الله قد منحنا كرامة أن نكون أبناءه. من هنا يأتي السؤال أيضًا: كيف يمكنني أن أتقاسم هذه الكرامة لكي تنمو في تبادل إيجابي؟ ما هي الطريقة التي ينبغي علي أن أتصرّف بها لكي يشعر الآخر بكرامته؟ كيف يمكنني أن أنقل هذه الكرامة للآخرين؟ سيساعدنا جدًّا أن نسأل أنفسنا غالبًا: هل أعيش بحسب هذه الكرامة؟ وكيف أنمّيها؟ كما سيساعدنا أيضًا أن نفحص أنفسنا لنكتشف إن كنا ننقل هذه الكرامة لقريبنا. وختم البابا فرنسيس كلمته لأعضاء الرابطة البيبليّة الإيطالية بالقول أشكركم على عملكم الثمين الذي تقومون به وأؤكّد لكم صلاتي؛ كما أسألكم ألا تنسوا أن تصلّوا من أجلي.
إذاعة الفاتيكان
الوسوم :البابا فرنسيس يستقبل أعضاء الرابطة البيبليّة الإيطالية