في أعقاب اللقاء صدر بيان عن دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي جاء فيه أن هذه الزيارة إلى جنوب السودان يمكن أن تتمَّ إذا ما سمح الوضعُ السياسي بتشكيلِ حكومةٍ انتقالية، تكون حكومةَ وحدةٍ وطنية، وذلك خلال الأيام المائة المقبلة، أي مع انتهاء مدّة الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في أوغندا لأيام قليلة خلت. وشارك في اللقاء رئيسُ الأساقفة Ian Ernest، مديرُ المركز الأنغليكاني في روما وممثلُ الجماعة الأنغليكانية لدى الكرسي الرسولي. وأوضح بيان دار الصحافة أن البابا فرنسيس ورئيسَ الأساقفة ولبي تطرّقا إلى أوضاع المسيحيين وبعض الأزمات الدولية مع إيلاء اهتمامٍ خاص بالوضع الراهن في جنوب السودان، وهو اهتمامٌ كان قد عبّر عنه الرجلان في مناسبات مختلفة.
منذ ثمانين شهراً انتُخب البابا فرنسيس على السدة البطرسية وذلك في الثالث عشر من آذار مارس من العام 2013. وبعد ثمانية أيام – أي في الحادي والعشرين من الشهر عينه – تسلم ولبي منصبه كرئيس أساقفة كانتربوري، على رأس الكنيسة الأنغليكانية. اللقاء الأول بين الرجلين تم في الرابع عشر من حزيران يونيو من العام نفسه، عندما زار ولبي روما وعقد لقاء خاصاً مع البابا في مكتبة هذا الأخير. وإذ توجّه إلى ضيفه الأنغليكاني خاطبه فرنسيس بالكلمات التي استخدمها البابا بولس السادس في العام 1956 متوجهاً إلى رئيس أساقفة كانتربوري آنذاك مايكل رامسي قائلا: “إننا نُسرّ بفتح الباب لكم، ومعه نفتح قلبنا أيضا، لأننا نُسرّ ونتشرّف باستقبالكم، لا كأحد الغرباء أو النزلاء، لأنكم من أبناء وطن القديسين ومن أهل بيت الله”.
في العشرين من أيلول سبتمبر من العام 2016 التقى البابا فرنسيس برئيس الأساقفة ولبي في إطار الاحتفال باليوم العالمي للصلاة من أجل السلام في العالم في أسيزي. وكان اللقاءُ الثالث بعد أقلّ من أسبوعين، في الخامس من تشرين الأول أكتوبر التالي، عندما شارك ولبي في الاحتفال بصلاة الغروب في كنيسة القديسَين أندراوس وغريغوريوس بروما بحضور البابا وذلك إحياءً للذكرى السنوية الخمسين للقاء التاريخي بين البابا الراحل بولس السادس ورئيس الأساقفة مايكل رامسي، ولإنشاء المركز الأنغليكاني في روما.
فيما يتعلق بجنوب السودان، عُقدت في بيت القديسة مارتا، في شهر أبريل نيسان من العام الجاري، خلوةٌ روحية للقادة المدنيين والكنسيين في جنوب السودان: مبادرةٌ شاءها رئيس أساقفة كانتربوري لأنه أراد أن تقدّم الكنيسةُ للأشخاص المسؤولين عن العمل من أجل مستقبل سلام وازدهار للشعب في جنوب السودان، (أن تقدم لهم) فرصة للتأمل والصلاة والتلاقي والمصالحة بروح من الاحترام والثقة كما أعلن المدير الموقّت لدار الصحافة الفاتيكانية أليساندرو جيزوتي.
يشار إلى أن البابا فرنسيس سبق أن عبر عن رغبته في زيارة جنوب السودان، قبل يوم الأحد الفائت، وذلك خلال لقائه رئيس هذا البلد سالفا كير في الفاتيكان. وفي شهر شباط فبراير من العام 2017 لمّح فرنسيس إلى إمكانية قيامه بزيارة ليوم واحد إلى جنوب السودان برفقة رئيس أساقفة كانتربوري جاستن ولبي.
أخبار الفاتيكان