استقبل قداسة البابا فرنسيس في القصر الرسولي بالفاتيكان وفدًا من بطريركية القسطنطينية المسكونية، في إطار زيارة سنوية معتادة احتفالا بعيد القديسين بطرس وبولس في التاسع والعشرين من حزيران يونيو من كل عام، ووجه الأب الأقدس كلمة لزائريه عبّر فيها عن سروره بلقائهم وقال بطرس وبولس تلميذان ورسولان ليسوع المسيح وقد خدما الرب بأسلوبين مختلفين ولكن بالرغم من هذا الاختلاف قدم كلاهما شهادة لمحبة الله الآب الرحيمة التي اختبرها كل منهما حتى التضحية بحياتهما. لذلك ومنذ الأزمنة القديمة جمعت الكنيسة في الشرق والغرب في احتفال واحد ذكرى استشهاد بطرس وبولس. إنّه لحقٌّ في الواقع أن نحتفل بتقدمتِهما معًا محبّة للرب التي هي في الوقت عينه ذكرى وحدة في الاختلاف. كما تعلمون جيّدًا يمثل فن الأيقونات الرسولين في عناق كنبؤة للشركة الكنسيّة الواحدة التي يجب أن تتعايش فيها الاختلافات.
تابع الأب الأقدس يقول إنَّ تبادل الوفود بين كنيسة روما وكنيسة القسطنطينيّة، بمناسبة أعياد شفعائهما، ينمّي فينا الرغبة باستعادة ملء الشركة بين الكاثوليك والأرثوذكس التي نتذوّقها منذ الآن في اللقاء الأخوي والصلاة المتقاسمة وخدمة الإنجيل المشتركة. تشكّل خبرة الألفيّة الأولى، التي كان خلالها مسيحيّو الشرق والغرب يشاركون في المائدة الافخارستيا عينها، محافظين معًا على حقائق الإيمان عينها ومعزِّزين مختلف التقاليد اللاهوتية والروحيّة والقانونيّة التي تنسجم مع تعاليم الرسل والمجامع المسكونيّة، مرجعيّة ضروريّة ومصدر وحي للسعي في سبيل استعادة ملء الشركة في الأوضاع الحاليّة، شركة لا تكون تطابقًا متجانسًا.
أضاف الحبر الأعظم يقول يقدّم لي حضوركم الفرصة لأذكّر أنَّّه في هذا العام تصادف الذكرى الخمسين لزيارة الطوباوي بولس السادس إلى الفنار في تموز يوليو عام 1967، وزيارة البطريرك أتناغوراس إلى روما في تشرين الأول أكتوبر من السنة نفسها. ليشجّعنا مثال هذين الراعيين الشجاعين والحكيمين، اللذين تحركهما محبّة المسيح وكنيسته، لنتابع مسيرتنا نحو ملء الوحدة. لخمسين سنة خلت، شكّلت هاتان الزيارتان حدثين ولّدا فرحًا وحماسًا كبيرين في مؤمني كنيسة روما وكنيسة القسطنطينيّة وساهمتا في إنضاج القرار بإرسال الوفود بمناسبة أعياد شفعاء الكنيستين الأمر الذي نستمر في القيام به حتى اليوم. تابع الأب الأقدس يقول أنا ممتنٌّ للرب لأنّه لا زال يعطيني أيضًا فرصة اللقاء بأخي الحبيب برتلماوس، ولا زلت أحافظ على ذكرى لقائنا في القاهرة حيث لاحظت ولمرّة ثانية الانسجام العميق في الرؤية حول بعض التحديات التي تلمس حياة الكنيسة والعالم المعاصر.
وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول أيها الإخوة الأعزاء، لقد كانت وحدة تلاميذ يسوع طلبه من الآب قبل آلامه وموته. إن تحقيق هذه الصلاة موكَلٌ إلى الله ولكنّه يمرُّ أيضًا عبر طاعتنا لمشيئته. لنصلِّ من أجل بعضنا البعض لكي يمنحنا الرب أن نكون أدوات شركة وسلام متّكلين على شفاعة القديسَين بطرس وبولس والقديس أندراوس.
اذاعة الفاتيكان