اختتم قداسة البابا فرنسيس زيارته الراعوية إلى أبرشية باليرمو الإيطالية بلقاء الشباب في ساحة بوليتياما، وشدد خلال اللقاء الذي تخللته ثلاثة أسئلة على الرجاء المسيحي.
في ردّه على أول سؤال حول كيف نصغي إلى صوت الرب، أشار البابا فرنسيس إلى الإصغاء إلى صوت الرب ونحن سائرون، وسلط الضوء على الكتاب المقدس وقال إن الرب يدعو باستمرار الشباب ويحب أن يتحدث إليهم فيما هم سائرون، وذكّر على سبيل المثال بتلميذي عمّاوس. وأضاف: إذا أردت أن تصغي إلى صوت الرب، فانطلق للسير. إن الرب يتحدث إلى من يبحث.
وتوقف الأب الأقدس بعدها عند كلمات يسوع “اطلبوا تجدوا” (لوقا 11، 9)، ودعا الشباب إلى عدم الانغلاق على ذاتهم، إنما الاتكال على الرب والبحث عنه في الصلاة والحوار مع الآخرين، وقال: ستدركون أن يسوع يثق بكم أكثر من ثقتكم بأنفسكم، ويحبّكم أكثر من حبّكم لأنفسكم. ابحثوا عنه من خلال الخروج من ذواتكم: إنه ينتظركم. وأشار البابا فرنسيس إلى أن الإنجيل هو مدرسة حياة، ويحملنا دائمًا إلى السير. وأضاف أن يسوع يدعونا دائما لكي نتقدّم إلى العمق. وبالتالي لا ينبغي الاكتفاء بالنظر إلى الأفق، بل التقدّم إلى الأمام. ودعاهم أيضًا لكي يحلموا أحلامًا كبيرة. وإذ سلط الضوء على أفعال ثلاثة هي: نسير، نبحث ونحلم، توقف البابا فرنسيس عند فعل آخر يساعد، وكما قال، على الإصغاء إلى صوت الرب: نخدم، أي أن نفعل شيئًا من أجل الآخرين.
في ردّه على السؤال الثاني حول الاستقبال والكرامة البشرية، توقف البابا فرنسيس عند ما قالوه حول أن صقلية كانت دائما أرض لقاء. وأشار إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بتقليد ثقافي جميل، إنما هو رسالة إيمان، وأضاف أن دعوتهم هي أن يكونوا رجال ونساء لقاء. وقال إن الإيمان يتأسس على اللقاء، اللقاء مع الله. وتابع مشيرًا إلى أن التضامن سمة للمسيحي.
ذكّر الأب الأقدس بعدها بكلمات القديس بولس الرسول في رسالته الثانية إلى أهل قورنتس (9، 7) “لأنَّ اللهَ يحبُّ من أعطى متهلّلاً”. وسلط الأب الأقدس الضوء بالتالي على المحبة والفرح، وتابع كلمته داعيًا الشباب ليكونوا بناة المستقبل، وقال إن المستقبل هو بين أيديكم. عليكم أن تصنعوه بأيديكم وقلوبكم، وبمحبتكم وأحلامكم، وفي خدمة الآخرين. وأضاف أننا نحتاج لرجال ونساء حقيقيين، يدينون الممارسات السيئة والاستغلال، يحبّون الأكثر ضعفًا، حريصون على الشرعية، ما يعكس نزاهة داخلية.
وفي ردّه على السؤال الثالث والأخير خلال لقائه الشباب في ساحة بوليتياما في باليرمو بصقلية خلال زيارته الراعوية يوم السبت الخامس عشر من أيلول سبتمبر، وتمحور حول كيف أعيش كوني شابًا في هذه الأرض، قال البابا فرنسيس إنكم مدعوون لتكونوا فجر رجاء، ولكي تصبحوا كذلك ينبغي أن تستيقظوا كل صباح بقلب شاب، يرجو. وقال: لا للتشاؤم. نعم للرجاء، الرجاء المسيحي. لا للاستسلام. لنحلم ونعش ثقافة الرجاء، ثقافة الفرح، الثقافة التي تعرف أن تستمد من الجذور القوة لتُزهر وتعطي الثمر.
أخبار الفاتيكان