احتفل البابا فرنسيس بالقداس الصباحي في كابلة بيت القديسة مارتا بدولة حاضرة الفاتيكان. ألقى البابا عظة سلط فيها الضوء على ضرورة أن يتبع المؤمنون الرب يسوع ليس بدافع المنفعة الذاتية بل بدافع الإيمان وحذر فرنسيس من المخاطر التي تترتب على اتّباع الرب بدافع المصلحة أي بحثاً عن المعجزات التي يصنعها، مشددا على أهمية أن يقودنا الإيمان نحو البحث عن الرب، كي نصغي إلى كلمته. ومن هذا المنطلق – تابع البابا يقول – من الأهمية بمكان أن يُنعش المؤمن ذاكرته ليستحضر أمامه الأمور التي صنعها الله في حياته، وبهذه الطريقة يتجاوب مع الرب بمحبة. وتمحورت عظة البابا في قداس اليوم عند قراءة الإنجيل للقديس يوحنا البشير، الذي يُخبرنا عن الجموع عندما راحت تبحث عن الرب يسوع في أعقاب معجزة تكثير الأرغفة والسمكتين، ولفت فرنسيس إلى أن هؤلاء الأشخاص بحثوا عن الرب بدافع المنفعة الذاتية لا ليصغوا إلى كلمته، لأنه كان يصنع المعجزات. فقد حمل هذا الأمر الرب يسوع على الاختلاء بذاته والابتعاد عن الحشود وعندما وجده الناس قام بتوبيخهم قائلا لهم إنهم يبحثون عنه لا لأنهم شاهدوا المعجزات بل لأنهم أكلوا من الخبز وشبعوا. وأشار البابا إلى أن هؤلاء الأشخاص بحثوا عن الرب لأنهم أرادوا أن يستمعوا إلى كلماته التي تصل إلى صميم القلب، وفعلوا ذلك أيضا تدفعهم مصلحتهم الشخصية. كانوا أناساً طيبين لكن إيمانهم لم يخل من المنفعة الذاتية. وهذا الأمر دفع بيسوع ليوبّخ إيمانهم الضعيف.
وتطرق البابا بعدها إلى معجزة شفاء البرص العشرة، الذين رجع منهم أبرص واحد فقط ليشكر ويمجّد الله على شفائه، فيما تابع التسعة الآخرون طريقهم ونسوا أن يشكروا يسوع. ولهذا السبب بالذات – مضى فرنسيس إلى القول – طلب الرب يسوع من تلاميذه ألا يعملوا في سبيل ما يفنى بل من أجل ما يبقى للحياة الأبدية، أي كلمة الله ومحبته. ولفت البابا بعدها إلى القديس أسطفانوس الذي كان يتحدث عن الرب يسوع بوضوح وقوة وكان يعجز الآخرون على مقاومة حكمته، كما يروي لنا سفر أعمال الرسل. فقد اتّبع اسطفانوس الرب دون أن يفكّر ملياً بالعواقب، أو أن يدرس ما إذا كان هذا الأمر يناسبه أو لا. أحب يسوع وتبعه بخطوات ثابتة، فانتهى به الأمر بتوجيه الاتهامات الزائفة له وبقتله رجماً. مع ذلك قدم شهادة للرب يسوع. وسلط البابا الضوء على طريقتين مختلفتين في اتباع يسوع: بدافع المصلحة الشخصية، كما فعلت الحشود، أو وصولا إلى بذل الذات من أجله كما فعل اسطفانوس. كما دعا البابا المؤمنين لأن يطرحوا على ذواتهم السؤال التالي: ماذا أستطيع أن أفعل أنا للرب؟ وشدد على أهمية أن يسير الإنسان في درب التوبة ويبادل الرب محبته. وختم البابا فرنسيس عظته في القداس الصباحي طالبا من المؤمنين الحاضرين أن يُخضعوا نفسهم لهذا الاختبار ويسألوا أنفسهم عن الأسباب التي تدفعهم إلى اتّباع يسوع وأن يتذكروا ما فعله من أجلهم ليفكّروا فيما بعد بما يمكن أن يفعلوه هم للرب، وهكذا يصبحون قادرين على تنقية الإيمان من كل مصلحة والرب يساعدهم في سلوك هذه الدرب.
إذاعة الفاتيكان