في عظته مترئسًا القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان البابا فرنسيس يصلّي من أجل الذين يتألّمون لأنّهم فقدوا عملهم في هذه الفترة وذكّر بعيد العثور على جسد القديس تيموتاوس في كاتدرائيّة تريمولي
تابع الأب الأقدس يقول هو يعلّمنا. يعلّمنا سرّ الإيمان، يعلّمنا كيف ندخل في السرّ ونفهمه بشكل أفضل، هو يعلّمنا عقيدة يسوع ويعلّمنا كيف ننمّي إيماننا بدون أن نخطأ لأنّ العقيدة تنمو ولكن في الإتجاه عينه على الدوام: تنمو في الفهم. والروح القدس يساعدنا لكي ننمو في فهم الإيمان أكثر فأكثر. الإيمان ليس أمرًا جامدًا وكذلك العقيدة بل هي تنمو على الدوام. والروح القدس يمنع العقيدة عن الخطأ، ويمنعها من أن تبقى واقفة هناك بدون أن تنمو فينا. هو يعلّمنا الأمور التي علّمنا يسوع إياها وينمّي فينا ما علّمنا يسوع إياه وصولاً إلى النضج، إلى عقيدة الرب. هناك أمر آخر يقوم به الرب وهو التذكير: “يُذَكِّرُكُم جَميعَ ما قُلتُه لَكم”. الروح القدس هو كالذاكرة، هو يوقظنا ويساعدنا لكي نبقى متيقّظين لأمور الرب ويذكرنا أيضًا بحياتنا عندما التقينا بالرب أو عندما تركناه.
أضاف الحبر الأعظم مذكرًا بشخص كان يصلّي أما الرب هكذا: “يا رب أنا الشخص نفسه، الذي ومنذ طفولته كان لديه هذه الأحلام ولكنني سرت في دروب خاطئة، وأنت الآن قد دعوتني”. هذه هي ذكرى الروح القدس في حياتنا وهو يحملنا إلى ذكرى الخلاص، ذكرى ما علّمنا يسوع إياه وإنما ذكرى حياتنا أيضًا. وهذا أسلوب جميل لكي نرفع الصلاة إلى الرب: “أنا الشخص نفسه، لقد سرتُ كثيرًا وأخطأتُ كثيرًا ولكنني لا أزال الشخص نفسه وأنت تحبّني”. إنها ذكرى مسيرة الحياة. وفي هذه الذكرى يقودنا الروح القدس، يقودنا لكي نميّز ما ينبغي علينا فعله وما هي الدرب الصحيحة وتلك الخاطئة حتى في القرارات الصغيرة. إن طلبنا نور الروح القدس فهو سيساعدنا لكي نميّز ونأخذ القرارات الصحيحة، تلك الصغيرة اليومية وتلك الكبيرة. إن الروح القدس يرافقنا ويعضدنا في التمييز. هو يعلّمنا كل شيء أي هو ينمّي إيماننا ويدخلنا في السرّ ويذكرنا بحياتنا ويعلّمنا أن نميّز القرارات التي علينا اتخاذها. والأناجيل تسمّي الروح القدس البارقليط لأنه يعضدنا، ولديه اسم جميل آخر وهو عطيّة الله. الروح القدس هو عطية الله كما يقول لنا يسوع: “لن أترككم وحدكم، سأرسل لكم البارقليط الذي سيعضدكم” وسيساعدنا لكي نسير قدمًا ونتذكّر ونميّز وننمو. عطية الله هو الروح القدس. وختم البابا فرنسيس عظته بالقول ليساعدنا الرب لكي نحفظ هذه العطية التي منحنا إياها في المعمودية والتي نحملها جميعًا في داخلنا.
وفي ختام الذبيحة الإلهية وبعد أن منح البركة بالقربان المقدّس دعا البابا فرنسيس المؤمنين ليقوموا بالمناولة الروحية رافعًا هذه الصلاة: يا يسوعي أنا أؤمن بأنّك حاضر حقًّا في سرّ القربان المقدس. أحبُّك فوق كلِّ شيء وأرغب في أن تسكن في نفسي. وإذ لا يمكنني أن أتناولك بشكل أسراري تعال إلى قلبي بشكل روحي؛ ومتى أتيت سأعانقك وأتّحد بك بكلِّيَتي، فلا تسمح أبدًا لشيء بأن يفصلني عنك.
أليتيا