الكرازة من خلال إعلان الكلمة والسير مع الأشخاص كانت محور كلمة سلمها قداسة البابا إلى المشاركين في المجمع العام لرهبنة المرسلين السكالابريان الذين استقبلهم صباح اليوم في القصر الرسولي.
استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم في القصر الرسولي المشاركين في المجمع العام لرهبنة المرسلين السكالابريان Missionari di San Carlo. وفي كلمته التي سُلمت إلى ضيوفه أعرب الأب الأقدس عن فرحه للقائهم وعن تحياته القلبية لكل منهم، ثم تحدث عن الموضوع الذي اختاروه لمجمعهم العام وهو “وأخذ يسير معهما” (لو 24، 15) المأخوذ من حديث الإنجيلي لوقا عن لقاء يسوع تلميذَي عماوس. وقال البابا للمرسلين السكالابريان إن هذا الفصل يمثل لحظة نعمة هامة بالنسبة لرهبنتهم المدعوة، في تعاملها مع مَن هم موضوع اهتمامها الرعوي، إلى أن تحاكي يسوع في تصرفَين، إعلان الكلمة والسير معهم، ما يعني البحث دائما عن طرق جديدة للكرازة والقرب وذلك لتطبيق مواهبهم بأمانة. وتحدث قداسته هنا عن خدمة المهاجرين، وتوقف عند ظاهرة الهجرة الواسعة والمركبة مشيرا إلى استلهام الرهبنة في هذا المجال من الموارد الروحية لمؤسسها، ومن خبرة الكثير من الأخوة الذين عملوا بسخاء منذ تأسيس الرهبنة 131 عاما مضت. وواصل البابا أن عمل أعضاء هذه الرهبنة غالبا ما يكون في ظروف صعبة تتميز أحيانا بمشاعر الشك وربما حتى الرفض إزاء الغريب، ما يحث الرهبان المرسلين على المزيد من الحماسة النبوية المتواصلة.
عاد البابا فرنسيس بعد ذلك إلى مرافقة يسوع لتلميذَي عماوس مشيرا إلى أن الكرازة تتم من خلال السير مع الأشخاص، ويجب في المقام الأول الإصغاء إليهم وخاصة إلى تطلعاتهم المخيَّبة وآمال قلوبهم وتجارب الإيمان. وذكّر قاسة البابا بالقصص الكثيرة التي في قلوب المهاجرين من سيئة وجميلة، وتحدث عن خطر نسيانهم حتى تلك الجميلة منها، ما يجعل المهاجر شخصا بل جذور أو هوية، وهو خطر يمكن تفاديه بالإصغاء والسير مع المهاجرين كأشخاص وجماعات.
توقف الحبر الأعظم في كلمته بعد ذلك عند جمال أن نعرِّف بيسوع من خلال الكلمة أشخاصا من ثقافات مختلفة، والحديث إليهم عن سر المحبة، التجسد، الآلام، الموت والقيامة. وإلى جانب حمال وأهمية تقاسم الكلمة تحدث الأب الأقدس أيضا عن الإفخارستيا حيث تصمت الكلمات في سر يلخص كل شيء، حيث يقدم ابن الله جسده ودمه. وتابع الحبر الأعظم قائلا لضيوفه إن المسيح القائم يرسلهم اليوم أيضا ليسيروا مع الكثير من الأخوة والأخوات، ودعاهم إلى مواصلة هذه الرسالة القديمة والجديدة دائما وذلك بأسلوبهم الخاص الذي يشمل اهتمامهم بكرامة الشخص البشري، وخاصة حيثما تُجرح وتهدَّد بشكل أكبر، هذا إلى جانب النشاط التربوي والتعليم المسيحي ورعوية العائلة. وأراد قداسة البابا تنبيه المرسلين إلى الارتباط الضروري لكل رسالة بالوحدة مع يسوع المسيح، كالأغصان في الكرمة (راجع يو 15، 1-9)، وذلك كي لا يصبح ما نقوم به مجرد نشاط اجتماعي.
ثم تحدث البابا فرنسيس عن حياة الجماعة وذكّر بكلمات الرئيس العام للرهبنة عن عيش الوحدة في التنوع، ودعا قداسته الجميع على عيش هذه الوحدة بفرح شخص وكإثراء إنساني ومسيحي، كما شجع ضيوفه أيضا على مواصلة المسيرة المتقاسَمة مع العلمانيين في مواجهة تحديات اليوم. وختم قداسة البابا كلمته إلى المشاركين في المجمع العام لرهبنة المرسلين السكالابريان شاكرا إياهم على اللقاء مؤكدا صلاته من أجل نجاح مجمعهم العام، ومنحهم بركته.
فاتيكان نيوز