وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة إلى المشاركين في مهرجان الشباب المنعقد في مديغوريه من الأول وحتى السادس من آب أغسطس ٢٠٢٢.
استهل البابا فرنسيس رسالته إلى المشاركين في مهرجان الشباب المنعقد في مديغوريه متوقفا عند كلمات يسوع في إنجيل القديس متى (١١، ٢٨ – ٣٠): “تَعالَوا إِليَّ جَميعاً أَيُّها المُرهَقونَ المُثقَلون، وأَنا أُريحُكم. اِحمِلوا نيري وتَتَلمَذوا لي فإِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب، تَجِدوا الرَّاحَةَ لِنُفوسِكم، لأَنَّ نِيري لَطيفٌ وحِملي خَفيف”. وأضاف أنه كما في ذلك الوقت، كذلك اليوم أيضا يتوجه يسوع إليكم جميعا أيها الشباب الأعزاء، ومن خلال شعار المهرجان المستوحى من إنجيل القديس متى، يوجه إليكم الدعوة “تعلّموا منّي فتجدوا السلام”. وأشار إلى أن الرب يوجه كلماته هذه ليس فقط إلى الرسل أو أحد من أصدقائه بل إلى جميع المُرهقين والمُثقلين. فهو يعلم كم قد تكون الحياة صعبة، وأن هناك أمورا كثيرة تُثقل قلبنا كخيبات أمل كثيرة، جراح عديدة من الماضي، قلق وهموم عديدة. وإزاء هذا كله، يقول لنا يسوع: “تعالوا إلي وتعلّموا مني”. إنها دعوة للتحرك وعدم الخوف أمام الحياة، وللاتكال عليه. ففي الأوقات الصعبة من الطبيعي أن ننغلق على ذاتنا، ولهذا يقول لنا يسوع “تعال”.
وأشار البابا فرنسيس في رسالته إلى أنه ينبغي أيضا أن نعلم إلى أين نذهب، إذ هناك العديد من الأهداف الخادعة التي تعد بمستقبل أفضل، لكنها تتركنا في الوحدة، ولهذا يرشد يسوع إلى أين نذهب:”تعالَوا إليَّ”. اذهبوا إليه بقلب منفتح، احمِلوا نيره وتعلّموا منه. اذهبوا إلى المعلّم لكي تصبحوا تلاميذه. وأشار البابا فرنسيس إلى أن “النير” الذي يتحدث عنه المسيح هو وصية المحبة التي تركها لتلاميذه: “أَحِبُّوا بَعضُكم بَعضاً كما أَحبَبتُكم” (يوحنا ١٥، ١٢). فالعلاج الحقيقي لجراح البشرية يكمن في أسلوب حياة يرتكز إلى المحبة الأخوية التي جذورها في محبة الله. فمن خلال السير معه والاقتداء به، سنتعلّم منه. ولكي نتعلم، ينبغي أولا أن نكون متواضعين. يتطلب الأمر شجاعة لنكون قريبين منه ونقتدي به. لا تخافوا، اذهبوا إليه مع كل ما تحملوه في قلبكم. اتبعوا مثال مريم، أمّه وأمّنا التي ستقودكم إليه. وفي ختام رسالته إلى المشاركين في مهرجان الشباب المنعقد في مديغوريه من الأول وحتى السادس من آب أغسطس الجاري، أوكل البابا فرنسيس الجميع إلى الطوباوية مريم العذراء، أمنا السماوية.