شدد البابا فرنسيس خلال لقاء مع مسؤولين بوذيين ومسلمين وهندوس في سري لانكا أمس، على انه من اجل مصلحة السلام، يجب عدم السماح بتحويل “المعتقدات الدينية لخدمة العنف والحرب”.
ويردد كلامه هذا صدى انتقاداته الاثنين “للاشكال المنحرفة للدين” التي تسببت بالاعتداءات الدامية في باريس. وقال في مستهل زيارته لسري لانكا التي تستمر يومين: “يجب ان نكون واضحين والا يعتري كلامنا التباس عندما ندعو مجموعاتنا الى ان تعيش قيم السلام والتعايش التي يدعو اليها كل دين، وننتقد اعمال العنف لدى حصولها”.
ودعا الى احترام حقوق الانسان والبحث عن الحقيقة في سري لانكا التي تواجه صعوبة في تضميد الجروح التي خلفتها حرب اهلية طويلة. واضاف ان “روح التعاون المتزايدة بين مسؤولي مختلف المجموعات الدينية تجد تعبيرها في التزام وضع المصالحة بين جميع السري لانكيين في صلب كل جهد لتجديد المجتمع ومؤسساته”.
وخصّ البابا الذي سيتوجه لاحقا الى الفيليبين، على المصالحة والوحدة طوال هذه الزيارة التي يقوم بها بعيد الانتخاب المفاجئ لرئيس جديد.
وفي هذا البلد الذي لا يزال مقسوما بين السنهاليين والتاميل، تضطلع الكنيسة بدور مميز، لأن الكاثوليك موزعون بين المجموعتين.
وتحدث البابا عن المصالحة فور وصوله الى مطار كولومبو قائلاً ان “الانجاز الكبير للمصالحة يجب ان يتضمن تحسين البنى التحتية وتأمين الحاجات المادية، وايضاً وهذا هو الاهم، ان يرفع شأن الكرامة البشرية ويعزز احترام حقوق الانسان ويشجع على الاندماج الكامل لجميع افراد المجتمع”. وأوضح ان “عملية التعافي تتطلب ادراج مسألة البحث عن الحقيقة” في مندرجاتها.
وكان في استقبال البابا الرئيس الجديد ميثريبالا سيريسينا الذي تسلم لتوه مهمات منصبه، ووعد باجراء تحقيق مستقل في الاتهامات بارتكاب جرائم حرب خلال رئاسة سلفه ماهيندا رجاباكسي.
واكد البابا انه “يتعين على جميع افراد المجتمع العمل معا، ومن الضروري ان تسمع اصواتهم. يجب ان يتمتعوا جميعا بحرية التعبير عن هواجسهم وحاجاتهم وتطلعاتهم ومخاوفهم”.
من جهة اخرى، قال البابا الذي بدا مبتسما وفي صحة جيدة لمجموعة من الصحافيين الفرنسيين انه “صلى من اجل فرنسا وسيصلي مجددا من اجلها” بعد الاعتداءات التي قتل فيها 17 شخصا الاسبوع الماضي.
وقد حصل تأخير في برنامج البابا الذي أمضى ساعة في سيارة “باباموبيل” البابوية المكشوفة تحت الشمس بين المطار ووسط مدينة كولومبو، مما اضطره الى صرف النظر عن لقاء أساقفة سري لانكا أمس.
النهار