“إن الإصلاح الأخوي جميل ومؤلم في آن معًا، ولكنه يجب أن يطبق دائمًا بمحبة وتواضع، لذلك إن وجدنا لذة في الإصلاح علينا أن نعلم إذًا أنه ليس من الله.” هذا ما شدد عليه اليوم الأب الأقدس في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا في الفاتيكان. يحدثنا إنجيل اليوم عن الذي يرى القذى في عين أخيه ولا يأبه للخشبة في عينه، وفي تعليق منه حوله قال البابا، وهو الذي تكلم عن الإصلاح مرارا وتكرارا أنه علينا أن نصلح قريبنا بمحبة.
وضح فرنسيس فكرته مشبهًا المحبة بالمخدر الذي يحقن به المريض من أجل إجراء عملية ما، فمن دونه لا يمكن البدء بالعملية، وكذلك المحبة، هي مخدر يساعد على تقبل الإصلاح وقبول العلاج. إذًا ينصح البابا بأن نأخذ الشخص على حدة ونتحدث معه بمحبة. الى جانب المحبة تكمن الحقيقة: يجب أن نتحدث ونقول الحق وألا نلفق الأخبار، فهناك أشخاص يلفقون أخبارًا حول آخرين في محيطهم، وهذه تسمى ثرثرة وقد تسيء الى سمعة الشخص. لم يغفل فرنسيس عن القول أنه ليس من السهل سماع الحقيقة ولكن إن قيلت بمحبة قد نتقبلها بشكل أسهل.
ثم تابع الأب الأقدس عظته ذاكرًا التواضع: “إن أردت تصحيح أخطاء الآخرين، تذكر بأن أخطاءك أكبر منهم. الإصلاح الأخوي هو عمل لشفاء جسد الكنيسة. هو كمن يُرقِّع ثقبًا مسّ بنسيج الكنيسة، فكما ترقّع الأمهات والجدات الملابس بدقة، هكذا أيضًا يجب أن يتم الإصلاح الأخوي، لأنك إن لم تكن قادرًا على الإصلاح بمحبة وتواضع في الحق فإنك تكاد تسبب جرحًا للآخر وستصبح مرائيًّا أعمى كما يقول لنا يسوع: “أّيُّها المُرائي، أَخرِجِ الخَشَبَةَ مِن عَينِكَ أَوَّلاً…” أيها المرائي! اعترف بأنك خاطئ أكثر من قريبك ولكنك كأخ له ينبغي عليك أن تساعده وتصلحه.”
أخيرًا شدد البابا على أننا نستطيع التمييز إن كانت عملية الإصلاح من الله أم لا عن طريق شعورنا بلذة ما من خلالها، فإن شعرنا بذلك بتنا على ثقة بأن هذا الإصلاح ليس من الله. كل ما يأتي من الرب يحمل معه صليبًا وصعوبة في القيام بأمر صالح، فلا يجب أن نتحول الى حكام، ونحن كمسيحيين نميل أحيانًا الى الترفع عن خطايانا ونتوهم بأننا ملائكة…كلا!! إن المسيحي الذي يحيا في جماعة ما، ولا يقوم بالإصلاح الأخوي بمحبة وتواضع في الحق يصبح مرفوضًا لأنه يعتبر وكأنه مسيحي غير ناضج. فلنصلّ كي يساعدنا الرب في القيام بهذه الخدمة الأخوية الجميلة والمؤلمة في الوقت عينه، لنساعد إخوتنا وأخواتنا بالمحبة والتواضع في الحق لكي يكونوا أفضل.
زينيت