من شدة تاثره بالشهادات التي سمعها تخلى البابا عن الكلمة التي حضرها وارتجل كلمة صغيرة من القلب جاء فيها ما يلي:
الذكرى التي عاشها آباءكم وأمهاتكم في الإيمان هي نفسها الذكرى التي عاشها وعاناها كثيرون، أيها الرهبان والراهبات لا يمكنكم أن تنسوا تاريخكم ليس من أجل الإنتقام بل من أجب إحلال السلام، من أجل محبة الآخرين. في دمكم وفي دعوتكم يوجد دم ودعوة هؤلاء الشهداء، الكثير من الراهبات والرهبان والإكليريكيين.
وتابع “لا تنسوا أسلافكم هذا ما يقوله القديس بولس في رسالته الى العربانيين، فهم الذين مرروا الإيمان لنا، وعلمونا كيف نعيشه، ولا تنسوا المسيح الشهيد الأول وهم مشوا على خطى يسوع. تذكروا تاريخكم لإحلال السلام، هناك كلمات ظلت في قلبي بعد أن ترددت…برأيي أي رجل وامرأة وهبا حياتهما لخدمة الرب وهما لا يعرفان كيف يسامحان، هو أمر غير نافع. إن مسامحة الآخر الذي أذاك ليس بالأمر الصعب، ولكن مسامحة من عذبك وضربك وأرداك بسلاح هذا هو الصعب، وهم قاموا بهذه المسامحة ويسألون الجميع أن يقوموا بها.”
الى جانب ذلك أضاف الأب الأقدس: 120 يوم في مخيم!! بقيت هذه الكلمة في قلبي…هذه الأيام لا نعدها باليوم بل بالدقيقة لأن كل دقيقة هي عذاب، كم من مرة روح الدنيا ينسينا أسلافنا وعذاباتهم، فالعيش مع عدد كبير من الناس من دون مأكل أو مشرب مع الحرارة والبرد لفترة طويلة ليس بالأمر السهل…ونحن نشتكي من ألم صغير في جسدنا أم إن أردنا الحصول على تلفاز في غرفتنا…أم إن لم يعجبنا الطعام اليوم…أرجوكم لا تنسوا شهادات أسلافكم…فكروا بجميع الذين عانوا…”
هذا وشدد فرنسيس: “عيشوا حياة تليق بصليب المسيح، فالرهبان والكهنة والراهبات الدنيوييون هم كاريكاتور لا يملكون تاريخ الشهداء، لقد فقدوا ذاكرة المسيح على الصليب. أفكر بشيء آخر بهذا المسلح الذي أعطى الراهبة إجاصة،والإمرأة المسلمة التي قدمت الطعام أيضًا نحن كلنا أخوة فحتى هذا الإنسان الظالم شعر بالروح القدس داخل قلبه أم من الممكن أنه فكر بأمه فقّدم الإجاصة للراهبة وقال كليها ولا تخبري أحدًا، وهذه المرأة المسلمة تعالت على الفروقات الدينية لأنها كانت تحب وتؤمن بالله ففعلت خيرًا.”
وختم: “ابحثوا عن خير الجميع، فالجميع لديه إمكانية زرع الخير ونحن جميعًا أبناء الله. لا يجب عليكم أن تنسوا أن حياتكم تعظم بهذه الذكريات. أخيرًا، أتوجه اليكم بهذه الكلمات ما حصل كان ظلمًا واليوم أيضًا في هذه الحرب العالمية نرى الكثير من الظلم قوموا دائمًا بعكس ما هو ظالم وتحلوا بالرحمة والأخوة والمسامحة واحملوا صليب المسيح وهذا ما تريده الكنيسة الأم…شهداء صغار يشهدون لصليب المسيح.”
فليبارككم الرب وأرجوكم صلوا من اجلي.
نانسي لحود / زينيت