حذّر البابا فرنسيس المؤمنين في القداس الصباحي اليوم من التنبه لروح العالم الذي قد يحملنا على عيش حياة مزدوجة وليكون الشخص صادقاً في حياته المسيحية عليه الابتعاد عن الحياة الدنيوية ويكون صادقاً مع هويته المسيحية. تحدث البابا في عظته عن لعازر قائلا أنه لم يضعف أمام روح العالم بل مات مجيداً ولك يحيا مطأطأ الرأس، ففي القراءة الأولى من ليتورجية اليوم نجد أن لعازر الذي كان قد بلغ التسعين لم يقبل بأكل لحم الخنزير كما طلب منه أصدقاءه الذين أرادوا انقاذ حياته بل حافظ على شرف عيش الحياة صادقاً واستشهد وهو مصداق.
الى جانب ذلك، وبحسب الإذاعة عينها قال البابا أن روح العالم يبعد المؤمنين عن مصداقية الحياة ويجعل كل شخص منا يناقض ذاته، فنظهر وكأننا نعيش بطريقة معينة إلا أننا نكون العكس من ذلك تماماً. لا نستطيع أن نكتشف روح العالم أولا لأنه ينخرنا كسوس الخشب ببطء ويتلف نسيجنا فيصبح غير صالح للاستعمال، نعم هذا ما يصبح عليه الإنسان إن سيطر عليه روح العالم. إن دمرت روح العالم هوية الشخص لا يستطيع أن يعيش بصدق فيعلن أنه متدين ولكنه لا يعمل وفق ما يمليه عليه ضميره. هذا لسان حال من يعيش روح العالم، هو يعيش حياة بشقين الأول مزيف وخفي، والثاني خفي وحقيقي يبعده عن الله وعن هويته المسيحية.
هنا ذكرنا الأب الأقدس وفق المصدر عينه، بأن يسوع كان على حق حين طلب من الله أن يحفظ تلاميذه من روح العالم ولعازر هو المثال الشجاع ضد هذا الروح، فالروح المسيحي ليس بأناني بل يحب الاعتناء بالآخرين ويقودهم بحسب مثاله الصالح. وبفضل الرب يمكننا أن نعيش في هذا العالم الذي تكثر فيه التجارب.
أخيراً، أكد البابا أ، الرب وحده قادر على إنقاذنا ونحن بدورنا يجب ان نصلي له قائلين: “يا رب أنا خاطئ وجميعنا خطأة لكنني أسالك أن تعضدني لكي لا أتظاهر بأنني مسيحي وأعيش فعلاً كوثني ودنيوي.” وهنا نصح الجميع بقراءة قصة لعازر في الكتاب المقدس في سفر المكابيين الثاني الفصل السادس لأنها ستساعدهم في حياتهم.
زينيت