في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا في الفاتيكان سلط البابا فرنسيس الضوء على إنجيل اليوم الذي يتمحور حول “نفاق” رؤساء الكهنة في الهيكل حيث دخل يسوع فسألوه حول مصدر سلطانه…برأي البابا لم تهمهم الحقيقة بل هم كانوا يبحثون فقط عن مصلحتهم الخاصة، ففي ذلك الوقت كانوا يناقشون كل شيء كالحرية الشخصية، والدولة، والإيمان، وكانوا أناسًا انتهازيين يبحثون دائمًا عما يخرجهم من المواقف الصعبة.
تابع فرنسيس شارحًا أن رؤساء الكهنة كانوا يظهرون فضيلتهم في ممارسة الدين وكانوا أقوياء ولكن من الخارج فقط ففي الحقيقة، وبحسب ما قال الأب الأقدس، في داخلهم ما كانوا يعلمون بماذا يؤمنون وقلوبهم كانت ضعيفة على عكس ما يطلبه منا يسوع فهو يقول أنه يجب على المسيحي أن يتحلى بقلب قوي ينمو على الصخرة أي المسيح وينمو بحذر ولا يمكننا أن نناقش هذا الواقع.
يسوع كان منفتحًا على الجميع وكان يبحث عن أية طريقة لمساعدتهم ولكن بالنسبة الى رؤساء الكهنة فإن العقيدة والقانون يمنعان ذلك، فالقانون كان مقدسًا بالنسبة اليهم. قدم البابا مثلا على إمكانية التغيير في القوانين متحدثًا عما فعله سلفه بيوس الثاني عشر بما يختص بالصوم فقال: “منكم من يذكر ذلك حتمًا ففي وقت الصيام لم نكن نستطيع حتى أن نشرب قطرة من الماء ولكن البابا وعلى غرار يسوع نظر الى ما يحتاجه الشعب وفي ذلك الحين وحين عدل القانون هتف العديد من الفريسيين معارضين الموضوع مشيرين إليه كبدعة وأظهروا الكثير من الغضب!”
وضّح البابا أن هذه هي مشكلة كل الأشخاص الإستغلاليين والمنافقين وحذّرنا منها قائلا أنه في بعض الأيام حين كان يصادف أشخاصًا قليلي الإيمان كان يسأل الله أن يجعلهم يتعثرون فيعودوا عن خطئهم ويلاقونه هو المخلص، وأضاف أننا في كثير من الأحيان نقابل خطأة يجعلوننا نغضب فنعود الى الله ليسامحنا كالمرضى الذين لحقوا بيسوع ليشفيهم.
في ختام عظته توجه البابا الى الرب طالبًا منه نعمة القلب البسيط والمشع بالحقيقة التي يمنحنا إياها الله لكي نستطيع أن نسامح ونحب ونتفهم الآخر ونرحمه ولا نحكم عليه أبدًا…هذا وطلب أن نسأل الله نعمة النور الداخلي لكي نتأكد أنه هو وحده الصخرة: “الرب هو من يظهر لنا الطريق وهو يعطينا النعمة التي لم يحظ بها رؤساء الكهنة في زمن يسوع وهي نعمة أن نشعر بأننا خطأة.”
زينيت