ذكر البابا فرنسيس لبنان اليوم من باب “المأساة التي تترك العديد من الأشخاص بلا خبز، حيث فقد الشباب والبالغون الرجاء وغادروا تلك الأراضي التي هي البلد الأم للكنائس الشرقية الكاثوليكية. هناك تطورت وحافظت على تقاليد ألفية، والعديد منكم، أعضاء هذه الدائرة الفاتيكانية، هم أولادها وورثتها”. كلام البابا فرنسيس جاء خلال استقباله المشاركين في الجمعية العامة لمجمّع الكنائس الشرقية في القصر الرسولي بالفاتيكان، حين تناول استمرار الصراعات في العالم “حيث تبدو البشرية وكأنها تتلمّس طريقها في الظلام”.
الحوار بين الأديان
وكان البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي شارك في اجتماع بطاركة الشرق الكاثوليك في روما شارك في إعداد المرحلة الثانية لسينودس الأساقفة للعام 2023 بعنوان “الكنيسة السينودسية: شركة، مشاركة، رسالة”. والمرحلة الثانية هي على مستوى القارات، باعتبار أنّ الكنائس الشرقية تشكل تجمعاً له خصوصياته على المستوى الكنسي. في حين شدّد مجمّع الكنائس الشرقية في اختتام أعمال جمعيته العامة على الصعوبات التي تعاني منه بفعل الحروب والقيود المفروضة على الحريات الدينية وحرية العبادة والاضطهاد ونزيف الهجرة. وأكد على ضرورة الالتزام بالحوار بين الأديان في دول الشرق الأوسط.
نداء الراعي للمسؤولين
وتوجّه الراعي إلى المسؤولين اللبنانيين بالقول “أسمح لنفسي أن أوجّه نداءً من هنا، من روما، إلى المسؤولين في لبنان لأقول: لا يمكننا أن نستمرّ في لبنان على النحو الذي نسير فيه. لا يمكنكم أنتم المؤتمنون على مقدرات البلاد، على المال العام، على المرافىء والمرافق، على العلاقات مع الدول، على القيمة الوطنية الموجودة من أجل خدمة شعبنا، أن تستمرّوا بتبديدها وتعطيلها وبانهيار البلاد وتهجير الشعب اللبناني من أرضه”. وتابع أنه “لا يمكنكم الاستمرار بامتهان هدم البلاد وإفقار الشعب بالرغم من كل النداءات من العالم كله، وكأنه يبقى أن يقبّلوا أياديكم للقيام بواجبكم، وعلى رأسهم قداسة البابا فرنسيس الذي لا يترك مناسبة إلا ويوجه نداء لكم”.
انفتاح وحوار وتعايش
وتابع الراعي، خلال ترؤسه قداس “أحد تذكار الموتى المؤمنين” في المعهد الحبري البطريركي الماروني في روما، أنه “أجدد النداء لهم والصلاة من أجلهم، خاصة من أجل المسؤولين الذين يخافون الله، أصحاب النوايا الصالحة كي يلهمهم الله إلى السبل الفضلى للنهوض بالبلاد من انهيارها السياسي والاقتصادي والمالي والمعيشي والاجتماعي”. وأضاف أنّ الصلاة أيضاً هي “على نيّة المسؤولين الذين ما زالوا يتحجرّون بمواقفهم وهم يهدمون البلاد عن قصد أو عن غير قصد ويعطّلون مسيرة الدولة ومؤسساتها كي يمس الله ضمائرهم وهو وحده قادر على ذلك، لأن الضمير هو صوت الله في أعماق الانسان وليدركوا حجم المسؤولية التي هي بين اياديهم”. وشدّد على أنه على اللبنانيين أن يدركوا “أننا نحتاج إلى شبك أيادينا معتبرين ومعلنين أنّ الأيام الماضية قد ولت، أيام الحقد والبغض والانقسامات، أيام الميليشيات التي تسعى إلى العودة بنا إلى الوراء إلى صفحة طويناها، إلى أربعين سنة مضت”. وختم بالتأكيد على أنه “كفى نكأً للجراح وكأننا أعداء لبعضنا البعض، فيما نحن عائلة لبنانية واحدة لها دور ورسالة في هذا الشرق، عليها أن تعرف كيف تلعب مجدداً هذا الدور، في دولة الانفتاح على الجميع واللقاء والحوار وجمال العيش معاً”.
كل مقال او منشور مهما كان نوعه لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع بل عن رأي صاحبه