انطبعت زيارة الأب الأقدس إلى مخيّم موريا للّاجئين في جزيرة ليسبوس اليونانيّة في ذاكرته، لا سيّما لقاؤه مع أرمل أب لولدين لم يتجاوز الأربعين، وكان يبكي كثيراً. وقد أخبره الأخير أنّه مسلم تزوّج مسيحيّة، لكنّها للأسف ذُبحت على يد إرهابيين، لأنها لم تشأ إنكار المسيح والتخلّي عن إيمانها، بحسب مقال نشره موقع lepoint.fr الإلكتروني.
وقد قصّ الحبر الأعظم، الذي كان متأثّراً جداً البارحة، هذا الأمر على مسامع مجموعة من الأشخاص أتوا كالعادة إلى ساحة القدّيس بطرس لتلاوة التبشير الملائكي، قائلاً إنّه زار ذاك المخيّم الذي يضمّ مهاجرين من العراق وأفغانستان وسوريا وأفريقيا وعدد آخر من البلدان، برفقة غبطة بطريرك القسطنطينية ورئيس أساقفة أثينا وسائر اليونان.
وأضاف البابا أنّ الرجال الثلاثة سلّموا على حوالى 300 شخص، كان من بينهم عدد لا يُستهان به من الأولاد. والجدير بالذكر أنّ الكثير منهم شاهدوا بأمّ أعينهم موت أهلهم وأصدقائهم غرقاً في البحر. “رأيت الكثير من المعاناة والألم”، قالها الحبر الأعظم الذي هو بذاته حفيد مهاجرين إيطاليين.
من ناحية أخرى، أطلق البابا نداء للعالم من ليسبوس، داعياً الجميع للإجابة بطريقة لائقة على الهجرة الجماعيّة، مذكّراً أننا كلّنا مهاجرون، كما فعل سنة 2013 في جزيرة لامبيدوزا الإيطاليّة إثر حالات غرق مريعة. وبهذا، يكون الأب الأقدس قد “هزّ” مجدداً ما كان سمّاه بـ”عولمة اللامبالاة”.
Zenit