وجه البابا كلمة شكر إلى الصحفيين ضمن الوفد المرافق على تغطيتهم للزيارة البابوية إلى تايلاند واليابان اللذين هما واقعان مختلفان عن بعضهما، وقد تطلب هذا الأمر جهداً مضاعفاً من قبل الصحفيين، كما قال. وفي سياق حديثه عما حصل في ناغازاكي وهيروشيما لفت البابا إلى أن المدينتين اليابانيتين تعرضتا لهجوم بالقنبلة الذرية، مذكرا بالحضور المسيحي في ناغازاكي التي لديها جذور مسيحية وقد تعرض فيها المسيحيون للاضطهاد. أما هيروشيما فهي ليست مدينة مسيحية، لكن فرنسيس توجه إليها ليحيي هذه الذكرى الأليمة. ولفت إلى أن المدينة شكلت درسا إنسانيا بشأن قساوة الإنسان. وعاد فرنسيس ليؤكد أن استخدام السلاح النووي أمر غير أخلاقي، وهذا الأمر ينطبق على حيازة هذا النوع من السلاح لأن حادثاً ما، أو جنونَ أحد الحكّام، يمكن أن يقضي على البشرية. وقال إن فكره يتجه إلى عبارة العالم أنشتيان الذي قال إن الحرب العالمية الرابعة ستُخاض بواسطة العصي والحجارة.
في رد على سؤال بشأن الإسهام الذي يمكن أن يقدّمه اليابان على صعيد السلام العالمي، وما إذا يتعين إقفال المفاعلات النووية، تحدث البابا عن الكارثة الثلاثية، وقال إنه علينا أن نتخلى عن هذه الطاقة خصوصا وأننا لم نصل بعد إلى وضعٍ من الوقاية التامة من الحوادث. وأكد أن هذا هو خطر يُحدق بالبشر وبالخليقة على حد سواء، مشيرا على سبيل المثال إلى كارثة تشرنوبيل في العام 1986. وذكّر بأن حماية الخليقة ينبغي أن تُطبق اليوم بدون مماطلة. وفي سياق حديثه عن عقوبة الإعدام قال البابا إنه لا بد أن نناضل ضد هذه العقوبة، مشيرا إلى أن بعض الدول قررت إلغاءها وقد شكل هذا الأمر مدعاة فرح له، على الرغم من أن بلداناً أخرى لم تقرر بعد السير على هذه الدرب الإنسانية.
رداً على سؤال أحد الصحفيين بشأن الأوضاع الراهنة في هونغ كونغ لفت فرنسيس إلى أن الكرسي الرسولي يدعو دوماً إلى الحوار والسلام وهذا الأمر لا ينطبق على هونغ كونغ وحسب، لأنه توجد مشاكل كثيرة معقدة لا نستطيع أن نقيّمها في الوقت الراهن. وأكد البابا أنه يطالب بإحلال السلام في كل البلدان التي تواجه اضطرابات، بما في ذلك إسبانيا، مشدداً مرة جديدة على أهمية الدعوة إلى الحوار والسلام من أجل حل المشاكل الراهنة، وأضاف أنه يود زيارة بكين لأنه يحبّ الصين.
في سياق إجابته على سؤال طرحته صحفية بشأن الاضطرابات التي تشهدها أمريكا اللاتينية قال البابا إن الوضع اليوم في أمريكا اللاتينية شبيه بما كان عليه بين عامي 1974 و1980 في تشيلي والأرجنتين والأورغواي والبرازيل، وباراغواي، وبوليفيا. ولفت إلى وجود تصريحات لا تمت بصلة إلى السلام، مضيفا أن ما يجري في تشيلي يبعث على القلق لأن هذا البلد يخرج من مشكلة التعديات على القاصرين. وسطر فرنسيس أهمية اعتماد الحوار موضحا أنه لم يطّلع لغاية اليوم على تحليل مفصّل لما يجري في دول أمريكا اللاتينية حيث توجد حكومات ضعيفة جداً لم تفلح في تطبيق النظام وإرساء أسس السلام وهذا ما أدى إلى الوضع الذي نشهده اليوم.
ولم تخل كلمات البابا من التوقف عند زيارته إلى تايلاند هذا البلد الفقير مادياً لكنه يحمل غنى روحياً كبيراً. وتحدث عن تنوع الثقافات داخل البلد نفسه مشيرا إلى الطابع القبلي السائد في الشمال الذي لم يتمكن البابا من زيارته. وروى أنه شاهد في العاصمة بانكوك مدينة قوية وعصرية جداً، لكن لديها مشاكل كبيرة تختلف عن مشاكل اليابان. في ختام مؤتمره الصحفي على متن الطائرة في طريق عودته من طوكيو إلى روما وجه فرنسيس كلمة شكر إلى الصحفيين وطلب منهم أن يصلوا من أجله.
أخبار الفاتيكان