احتفل البابا فرنسيس بالقداس في كابلة بيت القديسة مارتا بدولة حاضرة الفاتيكان وتوقف في عظته عند أهمية السير قدماً بفضل خميرة الروح القدس بغية الوصول إلى هذا الإرث الذي تركه الرب للجميع.
وانطلاقاً من إنجيل اليوم سلط البابا الضوء على نوعين من الأشخاص ينموان بشكل مختلف ومتضارب، وأكد أن الرب يتحدث عن الخميرة التي تسمح للعجينة بالنمو، لكن ثمة خميرة من نوع آخر تُفسد العجينة، وهي تسمح لها بالنمو نحو الداخل. وقال فرنسيس إن هذه هي خميرةُ الفريسيين وعلماء الشريعة والصدّوقيين، إنها خميرة الرياء. إنهم أشخاص منغلقون على أنفسهم، ويفكرون كيف يظهرون أمام الناس، وكيف يدّعون، وكيف يفعلون الأعمال الخيّرة ويُطلقون الأبواق لإعلان ذلك على الجميع. وهؤلاء الأشخاص يهتمون فقط في الحفاظ على ما بداخلهم، على أنانيتهم وأمنهم، وعندما يرون شخصاً ما يعاني من المشاكل، شأن الرجل الذي ضربه اللصوص وطرحوه على جانب الطريق أو شأن الأبرص، يلتفتون إلى الجهة الأخرى بحسب شرائعهم “الداخلية”.
تابع البابا قائلا إن هذه الخميرة خطيرة للغاية، إنها الرياء، وذكّر بأن الرب لا يقبل الرياء، عندما يظهر الإنسان بحلة جميلة، لكن توجد في قلبه عادات سيئة. ويقول يسوع إن هؤلاء الأشخاص هم كالقبور المكلّسة، التي هي جميلة من الخارج لكنها في الداخل تحتوي على بقايا الجثث العفنة. واعتبر البابا أن هذه الخميرة التي تجعلنا ننمو نحو الداخل هي خميرة تُفقد المستقبل، لأن الإنسان الذي ينمو في الأنانية وفي الاهتمام بالذات ليس لديه مستقبل. لكن الخميرة التي تساعدنا على النمو نحو الخارج، هي خميرة طيبة تقودنا نحو الإرث الذي تركه لنا الرب، ويحدثنا عنه القديس بولس الرسول في رسالته إلى أهل أفسس.
مضى البابا إلى القول إن هؤلاء الأشخاص يخطئون أحياناً لكن سرعان ما يصحّحون الأخطاء، كما يمكن أن يقعوا لكنهم ينهضون ويتابعون المسيرة نحو الخارج. إنهم أشخاص فرحون، لأنهم وُعدوا بسعادة أكبر، والخميرةُ التي تقود هؤلاء الأشخاص هي خميرة الروح القدس الذي يدفعنا لنكون تسبيحاً لمجد الله. هذا ثم أكد فرنسيس أن ختم الروح الذي وُعدنا به هو بمثابة عربون لإرثنا ألا وهو خلاصنا التام. ولفت إلى أن يسوع يريدنا أن نسير مع خميرة الروح القدس التي لا تجعلنا ننمو نحو الداخل، كما هي الحال مع علماء الشريعة والمرائين. إن الروح القدس يدفعنا نحو الخارج، نحو الأفق ويجب أن نفعل ذلك كمسيحيين على الرغم من المشاكل والصعوبات والآلام، نسير قدماً على أمل العثور على الإرث، لأن لدينا خميرة الروح القدس.
وختم البابا عظته مذكراً بأن ثمة أشخاصاً يبحثون عن أنانيتهم، وينمون نحو الداخل، ويهتمون فقط بمظهرهم الخارجي، وبعدم إظهار عاداتهم السيئة، هؤلاء هم المراؤون الذين يحذّر منهم الرب. ولهذا السبب حذّر الرب تلاميذه من “خميرة الفريسيين”. أما المسيحي فيجب أن يحفظ في قلبه خميرة الروح القدس، التي تمنحه الفرح على الرغم من المشاكل والصعوبات.
فاتيكان نيوز