أيّها الأخوة والأخوات الأعزّاء، سوف نتأمّل اليوم حول موضوع مهمّ جدًّا: الوعود التي نقطعها للأطفال. سؤال ينبغي علينا أن نطرحه غالبًا على أنفسنا وهو التّالي: كم نحن صادقون في الوعود التي نقطعها للأطفال عندما نجعلهم يأتون إلى عالمنا؟ إستقبال وعناية، قرب وتنبّه، ثقة ورجاء، إنّها وعود أساسيّة، ويمكن تلخيصها في وعد واحد: حبّ. إنّها الطريقة الأصحّ لقبول كائن بشريّ يأتي إلى العالم، وجميعنا نتعلّمها، حتى قبل أن ندركها. فالأطفال يأتون إلى العالم ويتوقّعون الحصول على التأكيد على هذا الوعد: وعندما يحصل العكس ينجرح الأطفال. إنّ ثقة الأطفال العفوية بالله لا يجب أن تُجرح أبدًا وعلاقة الله الحنونة والسرّية مع نفس الأطفال لا يجب أن تُنتهك أبدًا. فالطفل هو جاهز منذ ولادته لكي يشعر بأنّه محبوب من الله. وما إن يصبح قادرًا على الشعور بأنّه محبوب لذاته، يشعر الإبن أيضًا بوجود إله يحبّ الأطفال. فقط إن نظرنا إلى الأطفال بعينيّ يسوع، يمكننا أن نفهم حقًّا بأيّ معنى نحمي البشريّة من خلال دفاعنا عن العائلة. إنّ الكنيسة نفسها، وفي العماد، تقطع للأطفال وعودًا كبيرة تلزم بها الوالدين والجماعة المسيحيّة. لتجعل أمّ يسوع القدّيسة الكنيسة قادرة على إتّباع درب أمومتها وإيمانها. وليجعلنا القدّيس يوسف أهلاً لاستقبال يسوع في كلّ طفل يرسله الله على الأرض.
زينيت