ترأس البابا فرنسيس قداسا احتفاليا في البازيليك الفاتيكانية لمناسبة يوبيل الأشخاص المهمشين اجتماعيا وشارك في الاحتفال الديني آلاف الأشخاص المشردين الذين شاركوا في رحلة حج يوبيلية نظمتها جمعية “أخ” الفرنسية. تطرق البابا في عظته إلى الفقراء بالروح الذين تحدث عنهم الرب يسوع في الإنجيل ووعدهم بالحصول على ملكوت السماوات، ثم توقف فرنيسس عند إنجيل هذا الأحد الذي يُخبرنا عن الرب يسوع خلال تواجده في أورشليم لقضاء مراحل حياته الأخيرة، أي الموت والقيامة. ولفت يسوع إلى أن العالم سيشهد صراعات ومجاعات وقد شاء أن يقول لتلاميذه إن كل ما نراه اليوم سيزول يوما ما، بما في ذلك الممالك القوية والمباني الدينية.
وإزاء هذه الكلمات سأل التلاميذ الرب “متى تكون هذه” (لوقا 21، 7)، وأكد البابا أن الشخص الذي يتبع يسوع لا يصغي إلى أصوات الأشخاص الذين يُطلقون النبوءات، والتوقعات التي تولّد الخوف وتُبعد الاهتمام عن الأمور والقضايا الهامة. لذا يطلب الرب من تلاميذه أن يميّزوا بين ما يأتي منه وما يأتي من الأرواح الكاذبة. وأضاف البابا أن الرب يدعونا إلى عدم الخوف أمام الاضطرابات والمحن والتجارب التي يعاني منها تلاميذه، مؤكدا أنه “لن تُفقد شعرة واحدة من رؤوسهم” (آية 18).
هذا ثم ذكّر البابا فرنسيس المؤمنين بأن كلمات الإنجيل هذه تشير إلى أن كل شيء في هذا العالم متجه نحو الزوال، لكن ثمة حقائق ثمينة تبقى وتدوم، شأن الحجارة الكريمة، ولفت إلى أن ما يبقى في العالم هو الرب والقريب، وينبغي أن يُحبّا لأنهما يبقيان وكل شيء آخر سيزول بما في ذلك الأرض والسماء.
بعدها انتقل البابا إلى الحديث عن التهميش الذي يطال أشخاصا حقيقيين، مشيرا إلى أن الكائن البشري، الذي توّج به الله عملية الخلق، غالبا ما يتعرض للتهميش ويتم إقصاؤه، وهذا أمر غير مقبول لأن الإنسان هو الخير الأثمن في عيني الله. هذا ثم توجه البابا إلى الحاضرين في البازيليك الفاتيكانية قائلا للأشخاص المشردين والمهمشين إنهم يساعدون الكنيسة على النظر إليهم من وجهة نظر الله الذي ينظر إلى الشخص الوضيع والمحزون وإلى العديد من الفقراء الموجودين اليوم في عالمنا. وتحدث البابا عن التناقض القائم في مجتمعاتنا بين التقدّم المحقق من جهة وارتفاع عدد الأشخاص الذين يُحرمون منه من جهة أخرى.
هذا ثم أشار البابا فرنسيس إلى أن أبوب الرحمة ستُغلق هذا الأحد في الكاتدرائيات والمزارات حول العالم، وشدد على ضرورة ألا نُغلق الأعين أمام الله الذي ينظر إلينا وأمام القريب الذي يحاكي ضمائرنا. وحثّ المؤمنين على النظر بثقة إلى إله الرحمة، مدركين تماما أن المحبة لن تزول أبدا (راجع 1 كور 13، 8)، ودعاهم أيضا إلى فتح الأعين على القريب، لاسيما الأخوة المهمشين والمنسيين مذكرا بأن الكنيسة تنظر إلى هذا الجزء من البشرية الذي يتألم ويبكي. وختم البابا فرنسيس عظته سائلا الرب أن يساعدنا على النظر بلا خوف إلى الأمور المهمة والأساسية وأن يقود قلوبنا إليه وإلى كنوزنا الحقيقية.
إذاعة الفاتيكان
الرئيسية | أخبار الكنيسة | البابا يترأس قداسا احتفاليا في الفاتيكان لمناسبة يوبيل الأشخاص المهمشين اجتماعيا
الوسوم :البابا يترأس قداسا احتفاليا في الفاتيكان لمناسبة يوبيل الأشخاص المهمشين اجتماعيا